على مدار السنوات الأخيرة، بدأت أمريكا اللاتينية، تشهد صعود الأحزاب اليمينية وتراجع الأحزاب اليسارية التي تولت السلطة في غالبية تلك الدول خلال السنوات الماضية. ونتيجة لتراجع اليسار، تراجع حضور جبهة البوليساريو في أمريكا اللاتينية، مقابل استعادة المغرب لقوته بدول المنطقة، بحسب ما تشير إليه وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي“. وتهتم وسائل الإعلام الإسبانية بأخبار “التحالف البوليفاري لشعوب الأمريكيتين” المعروف باسم “ألبا”، الذي تأسس سنة 2004، بمبادرة من قبل الرئيسين الراحلين، الكوبي فيديل كاسترو والفنزويلي هوغو تشافيز، ويضم التحالف في الوقت الراهن إحدى عشرة دولة هي بالإضافة إلى كوبا وفنزويلا، أنتيغوا وباربودا، وبوليفيا، ودومينيكا، والإكوادور، وغرينادا، ونيكاراغوا، وسانت كيتس ونيفيس، وسانت لوسيا، وسانت فينسنت والغرينادين. وأكدت الوكالة الإسبانية أن معظم دول “ألبا” كانت حريصة على فتح سفارات لها في “جمهورية البوليساريو الوهمية”، دون أن تفتتح سفارات لها في المغرب، بل وكانت هذه الدول تعتبر من بين أقوى حلفاء الجبهة الانفصالية، ومن أشد المدافعين عنها في المحافل الدولية. وفي الوقت الذي لا زالت فيه كل من كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا والإكوادور ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع “جمهورية الوهم” التي أعلنت من طرف واحد سنة 1976، فقد سحب باقي أعضاء التحالف البوليفاري اعترافهم بها. ويسير الرئيس الإكوادوري لينين مورينو في اتجاه سحب اعتراف بلاده “بجمهورية الوهم”، وأشارت وكالة “إيفي” إلى أنه خلال شهر شتنبر الماضي، زار وفد إكوادوري رسمي برئاسة نائب وزير الشؤون الخارجية والتكامل السياسي والتعاون الدولي، أندريس تيران، الرباط والتقى وزير الخارجية ناصر بوريطة، مؤكدة أن “الهدف الواضح هو بدء مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية، لم ترغب الدبلوماسية المغربية في الإدلاء بتصريحات بشأنها”. وإضافة إلى ذلك فتح المغرب سفارات في كل من دومينيكا وسانت لوسيا وغرينادا وأنتيغوا وبربودا. كما أنه يوجد تمثيل دبلوماسي للمملكة في كوبا والإكوادور. ولا يقتصر دعم بلدان التحالف البوليفاري للمملكة على قضية الصحراء المغربية، وهو ما يتضح من خلال مساندتها للملف المغربي لاحتضان نهائيات كأس العالم لسنة 2026. ويضع المغرب حاليا نصب أعينه بعض دول أمريكا اللاتينية التي شهدت وصول اليمين إلى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع كما هو الحال في الأوروغواي، إضافة إلى الدول التي تشهد أزمات سياسية داخلية كفنزويلا التي يعاني رئيسها نيكولاس مادورو من عزلة دولية متزايدة، ونيكاراغوا التي يريد رئيسها دانييل أورتيغا التنازل عن قيادة البلاد لأفراد من أسرته. وفي الأوروغواي بدأ الرئيس لويس البرتو لا كاليي بو مراجعة السياسة الخارجية التي اتبعها حزب “جبهة أمبليو” منذ سنة 2004، بإعلان انسحاب بلاه من “آلية منتيفيديو”، وهي مجموعة تم إنشاؤها لدعم الحل السياسي للأزمة الفنزويلية والتي حاولت إعطاء الشرعية لنظام نيكولاي مادورو. وفي بوليفيا، سيكون على المملكة انتظار الانتخابات الرئاسية الجديدة، حتي يتم التأكد من عودة اليمين للحكم بعد أكثر من 22 سنة من حكم اليساري إيفو موراليس للبلاد، من أجل التحرك لدفعها لسحب اعترافها ب”جمهورية الوهم”.