قالت كلارا ريبيرو، مديرة "مختبر الدراسات أمريكا اللاتينية''، إن الدبلوماسية المغربية في أمريكا اللاتينية قامت بدور استباقي منذ سنوات قليلة بشكل يختلف عن العقد الماضي، وهو ما يفسر فقدان جبهة البوليساريو لدعم مجموعة من الدول، رغم توفرها على ممثلين في منطقة ''أمريكا اللاتينية والكاريبي". وأضافت ريبيرو، خلال ندوة نظمها "مختبر الدراسات أمريكا اللاتينية''، بشراكة مع ''ماستر أمريكا اللاتينية: العولمة، التبادل الثقافي وتحديات القرن21" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية باب الرواح بالرباط، في موضوع ''قضية الصحراء المغربية في أمريكا اللاتينية''، أن المغرب عزز مكانته في أمريكا الجنوبية بشكل ''قوي'' على المستوى التشريعي، وذلك راجع حسبها إلى جسر التواصل الذي يربط البرلمانيين المغاربة بنظرائهم اللاتينيين. وأكدت المحللة السياسية الكولومبية أن مؤتمرات مختلف دول المنطقة أصدرت بلاغات في وقت سابق حول دعمها للوحدة الترابية للمملكة المغربية، وزادت: "كما أن المغرب جسد حضوره القوي من خلال عضويته كبلد ملاحظ في مجموعة من برلمانات المنطقة؛ ونخص بالذكر برلمان دول الأنديز، الذي يتكون من دول بوليفيا والشيلي والإكوادور وبيرو وكولومبيا، والذي جددت المملكة عضويتها كبلد ملاحظ داخله سنة 2018. وإلى جانب برلمان الأنديز، نجد برلمان دول أمريكا الوسطى، الذي يضم كلا من غواتيمالا، والسالفادور، والهوندوراس، ونيكاراغوا وجمهورية الدومينيكان، بالإضافة إلى بنما والمغرب الذي يحظى بصفة عضو ملاحظ دائم منذ 2015". وحسب المتحدثة نفسها فإن المكاسب الدبلوماسية للمغرب تتجلى في الدول التي لم تعترف أصلا بالبوليساريو، وهي الأرجنتين، والشيلي والبرازيل، فضلا عن أخرى سحبت اعترافها بها، وأبرزها بيرو وكولومبيا. وأشارت كلارا ريبيرو إلى أن المغرب يتوفر على مجموعة من الجامعات والخبراء والأكاديميين الذين لهم منشورات علمية حول "قضية الصحراء"، كما دعت إلى ضرورة فتح القنوات التي تتيح لهؤلاء إمكانية نشر أعمالهم في مختلف الفضاءات الثقافية والأكاديمية بأمريكا اللاتينية، مع ترجمتها إلى الإسبانية حتى تستوعب دول أمريكا الجنوبية القضية بشكل جيد. وخلصت المختصة في الشؤون اللاتينية والأمريكية إلى أن هناك جوانب أخرى يمكن للدبلوماسية المغربية أن تحقق فيها تقدما، وذلك عبر التفاهم والحوار أو من خلال تقوية العلاقات في الشق الاجتماعي والثقافي عبر مخططات برامج ومشاريع ذات أمد طويل. *صحافي متدرب