انتقد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تقديم جائزة نوبل في الأدب لعام 2019 للكاتب “بيتر هاندكه”، بسبب موقف الأخير من الحرب في يوغوسلافيا السابقة، التي راح ضحيتها آلاف المسلمين في التسعينيات. وقدمت جوائز نوبل لعام 2019 في الأدب، والفيزياء، والكيمياء، وعلم وظائف الأعضاء، والطب في ستوكهولم، أمس الثلاثاء، ومنحت جائزة نوبل للسلام في أوسلو في اليوم نفسه. وقال أردوغان، في نداء بمناسبة يوم حقوق الإنسان، الذي صادف، يوم أمس، إن “تقديم جائزة نوبل في الأدب في يوم حقوق الإنسان إلى عنصري ينكر الإبادة الجماعية في البوسنة والهرسك، ويدافع عن مجرمي الحرب ليس أكثر من مكافأة لمنتهكي حقوق الإنسان”. وأضاف الرئيس التركي أن “المجتمع الدولي، الذي لم يسمع صراخ ملايين الناس في سوريا المجاورة لمدة 9 سنوات، وجه أكبر ضربة للقيم المدرجة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”. ويعرف الكاتب النمساوي، الذي منح جائزة نوبل دعمه الشديد للصرب، إذ سبق له أن زعم أن “البوسنيين قتلوا أنفسهم ورموا التهمة على الصرب”، مضيفا أنه لا يؤمن إطلاقا بأن الصرب ارتكبوا مذبحة في حق البوسنيين في سريبرينيتسا. وزار “هاندكه” “سلوبودان ميلوشيفيتش”، الذي كان يُحاكم في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، في سجن لاهاي، ووقع نداء للدفاع عنه، وشارك لاحقا في جنازته، بعد وفاته في عام 2006. وتعد “مجزرة سريبرينيتسا” أكبر مأساة إنسانية وقعت في أوربا، عقب الحرب العالمية الثانية (1939-1945)؛ نظرا إلى كم العنف، والمجازر، والدمار، الذي تخللها. وفي 11 يوليوز 1995، لجأ مدنيون بوسنيون من سريبرينيتسا إلى حماية الجنود الهولنديين، بعدما احتلت القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش المدينة، غير أنّ القوات الهولندية، التي كانت مشاركة ضمن قوات أممية، أعادت تسليمهم للقوات الصربية. وقضى في تلك المجزرة أكثر من 8 آلاف بوسني من الرجال، والفتيان من أبناء المدينة الصغيرة، تراوحت أعمارهم بين 7 سنوات و70 سنة. وصنفت المحكمة الدولية ليوغوسلافيا السابقة، ومحكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة هذه الأحداث على أنها إبادة جماعية.