خلال ندوة صحافية عقدت، أول أمس، في مقر وزارة التربية الوطنية لاستعراض نتائج مشاركة التلاميذ المغاربة في اختبار دولي، وصفت سمية مغنوش، محللة السياسات التربوية بمديرية التربية والكفاءات بمنظمة التعاون والاقتصادي والتنمية OCDE، النتائج التي حصل عليها التلاميذ المغاربة بأنها كانت “دون الانتظارات”. وجاء ذلك بعدما حصل التلاميذ المغاربة على معدلات أقل من معدل منظمة OCDE، في مهارات القراءة والرياضيات والعلوم، وحصول المغرب على ترتيب متأخر، متقدما فقط، على أربع دول هي: الدوميناكان، وكوسوفو ولبنانوالفلبين، من أصل 79 دولة. وخلف موقف المسؤولة في المنظمة الدولية، رد فعل من محمد ساسي، مدير المركز الوطني للتقويم والامتحانات والتوجيه، الذي رفض هذا الموقف قائلا، إن مشاركة المغرب في هذه المباراة الدولية “لم يكن الهدف منه معرفة ترتيبه الدولي”، لأن المغرب حسب قوله “يعرف أنه يتنافس مع أعتى الأنظمة التربوية في العالم”، وتابع أن الهدف هو البحث عن “مدخل لتطوير الأداء الوطني”. هذا، وشارك المغرب لأول مرة في هذا الاختبار الذي يُدعى اختصارا: “PISA”The PROGRAMME FOR INTERNATIONAL STUDENT ASSESEMENT”، لكنه سبق أن شارك في عدة اختبارات دولية أخرى منذ سنة 2000. وأضاف ساسي أن المغرب هو البلد الإفريقي الوحيد الذي شارك في اختبار PISA، وسادس دولة عربية تشارك فيه، إلى جانب الإمارات العربية المتحدة، قطر، السعودية، الأردنولبنان. ويركز هذا الاختبار الدولي على تلاميذ يصل سنهم إلى 15 سنة، بدون الأخذ بعين الاعتبار مستوى دراستهم، الإعدادي أو التأهيلي أو التكوين المهني. ولاحظ ساسي أن 22 في المائة من التلاميذ المغاربة المشاركين، الذين تصل أعمارهم ل15 سنة، يدرسون في المستوى الأول أو الثاني إعدادي، في حين أن الصين التي حلت في الرتبة الأولى في الترتيب، لا يشكل عدد التلاميذ الذين يدرسون في هذا المستوى سوى 2 في المائة، أي معظمهم يدرسون في الأولى بكالوريا فما فوق. وفي سانغافورة ومكاو، تصل هذه النسبة إلى 8.8 في المائة فقط. وأردف ساسي أن هذا الاختبار يقيس نجاعة الأنظمة التربوية في سن معين للتلاميذ، وهو ما يظهر في نسبة الهدر وتكرار السنة الدراسية. وبالعودة إلى النتائج على مستوى القراءة يلاحظ أن التلاميذ المغاربة لم يصلوا إلى مستوى جيد لفهم المقروء باللغة العربية، فقد حقق 36 في المائة منهم المستوى الثاني وأقل، من أصل ستة مستويات، في حين أن 64 في المائة كانوا أقل من المستوى الثاني. وسجلت الدراسة أن الأساتذة في المغرب لهم مشاكل كبيرة في تدبير الجو الدراسي في القسم، مقارنة مع معدل منظمة OCDE، كما أن 40 في المائة من تلاميذ المغرب صرحوا بعدم ارتياحهم في المدرسة وتلقيهم إهانات وعنف لفظي. ومن جهة أخرى، لوحظ أن النموذج الأسيوي، وخاصة الصين وسنغاورة ومكاو، وهونغ كونغ، تَصدّر نتائج هذا الاختبار، متفوقا على دول مثل كندا وأمريكا وغيرها، وفسرت سمية مغنوش، محللة السياسات التربوية في OCDE، ذلك ب”الضغط الذي تمارسه الأنظمة التربوية خاصة في الصين وكوريا الجنوبية” على التلاميذ، معتبرة أن هذا الضغط ليس إيجابيا، مشيرة إلى دروس التقوية خارج المدارس، وبرامج تطوير الفرد. وحل المغرب في الرتبة الخامسة قبل الأخيرة من أصل 79 دولة، فآخر دولة من حيث ترتيب النقط هي الفلبين، متبوعة بجمهورية الدومينكان، ثم كوسوفو ثم لبنان، وهي الدول الوحيد التي تفوق عليها المغرب. أما الرتبة الأولى، فهي للصين ثم سنغافورة ومكاو وهونغ كونغ، ثم إستونيا وكندا وفنلندا وإيرلندا. واستقر المعدل الوطني في مجال القراءة في 359 نقطة، مقابل معدل دولي بلغ 487 نقطة، في حين بلغ أعلى معدل على مستوى الدول المشاركة في الدراسة 555 نقطة سجلته الصين. أما المعدل الأدنى دوليا، فقد استقر في 340 نقطة سجل بالفلبين. وبلغ معدل المغرب في مجال الرياضيات 368 نقطة مقابل معدل دولي بلغ 489 نقطة. وحققت الصين أعلى أداء ب 591 نقطة، مقابل معدل أدنى سجل بالدومينكان، والذي لم يتجاوز 325 نقطة. أما في مجال العلوم، فقد حقق التلاميذ المغاربة 377 نقطة مقابل المعدل الدولي، الذي استقر في489 نقطة. وقد بلغ الأداء الأعلى على مستوى الدول المشاركة 590 نقطة وحققه تلامذة الصين. وشارك 6814 تلميذا مغربيا في هذا الاختبار، من ضمن 600 ألف تلميذ من مختلف دول العالم. وتم انتقاء التلاميذ المغاربة من 179 مؤسسة بالسلكين الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي، موزعين على الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين.