كشفت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OCDE) عن نتائج تقرير البرنامج الدولي لتقييم التلاميذ المعروف اختصارًا ب ‘'بيسا» (PISA)، والذي شارك فيه المغرب ضمن 78 دولة شملها الامتحان التقييمي من مختلف القارات. ويعنى هذا البرنامج بتقويم أداء المنظومات التربوية على المستوى الدولي من خلال رصد أداء تلاميذ الفئة العمرية 15 سنة في مجالات ثلاثة وهي: القراءة والرياضيات والعلوم، بغض النظر عن السلك أو المستوى الدراسي أو المسار التكويني الذي يسايرون به دراستهم أو تكوينهم. ويعتبر المغرب البلد الإفريقي الوحيد وسادس بلد عربي (إلى جانب الإمارات العربية المتحدة، قطر، السعودية، الأردن، لبنان) يشارك في هذا البرنامج الدولي لتقويم التلاميذ برسم دورة 2018، وهي دورة تروم تقويم أداء التلاميذ في القراءة كمجال رئيسي، بالإضافة إلى مجال الرياضيات ومجال العلوم و»الكفايات الكونية» كمجال جديد. وبلغ المعدل المتوسط عالمياً في القراءة 487 نقطة والرياضيات 489 نقطة ثم العلوم 489 نقطة، وحصل التلاميذ المغاربة على معدلات أقل من المتوسط، وفق النتائج التي جرى الإعلان عنها اليوم الثلاثاء. وفي مجال الرياضيات، حصل التلاميذ المغاربة على 368 نقطة أي أقل من المعدل. وتفوّق التلاميذ الصينيون في الرياضيات باحتلالهم صدارة الترتيب بمعدل 591 نقطة، مقابل معدل أدنى سجل بالدومينيكان والذي لم يتجاوز 325 نقطة. أما على مستوى نتائج القراءة، فحصل المغرب على 359 نقطة مقابل معدل دولي بلغ 487 نقطة؛ في حين بلغ أعلى معدل في مجال القراءة للتلاميذ الصينيين أيضا ب 555 نقطة. أما المعدل الأدنى دوليا في القراءة فقد استقر في 340 نقطة سجل بالفلبين. أما في مجال العلوم، فقد حقق التلاميذ المغاربة معدلا وطنيا أعلى من معدل أدائهم في مجالي القراءة والرياضيات، حيث بلغ 377 نقطة مقابل المعدل الدولي الذي استقر في 489 نقطة. وتصدرت جمهورية الصين الشعبية كذلك هذا المجال بحصول تلامذتها على 590 نقطة. أما المعدل الأدنى والذي سجل في صفوف تلاميذ جمهورية الدومينيكان، فلم يتجاوز 336 نقطة. وأظهرت نتائج الدراسة أن الوسط السوسيو اقتصادي التي ينتمي إليه التلميذ ليس دائما قدرا حتميا ولا محددا للنتائج، إذ إن حوالي 13٪ من التلاميذ المغاربة، على الرغم من انتمائهم إلى وسط سوسيو اقتصادي هش، فقد تمكنوا من الحصول على معدلات صنفتهم في المستوى الأعلى في القراءة، في حين لم تتجاوز هذه النسبة في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عند أقرانهم من الوسط نفسه 11 ٪.