توفي المترجم الفلسطيني المعروف، صالح علماني، أول أمس، في الديار الإسبانية، عن عمر يناهز سبعين عاما. إذ نعاه صهره يوسف بزلميت، زوج ابنته، عبر صفحته في الفايسبوك،في تدوينة يقول فيها: “ببالغ الحزن والأسى تلقينا صباح اليوم وفاة عمي والد زوجتي المترجم والأديب الكبير الأستاذ صالح علماني في إسبانيا، سائلين المولى أن يتغمد الفقيدبواسع رحمته“. وبذلك تفقد الترجمة الأدبية واحدة من أسمائها البارزين، بحسب تعبير المترجم المغربي سعيد بنعبدالواحد. وقد وصفت وزارة الثقافة، على لسان وزيرها الكاتب عاطف أبو سيف، أن رحيل علماني يعتبر خسارة للثقافة الفلسطينية والعربية والعالمية، إذ يعتبر أحد رموزها وأعلامها الأدبية، حيث عمل صالح علماني من أجل حضور الثقافة الإنسانية من خلال ترجماته للأدب اللاتيني، وخاصة أعمال ماركيز الإبداعية وغيرها من الأدب اللاتيني. بعد هذا النعي، انتشرت على صفحات المواقع الاجتماعية عدة تدوينات، مشيدة بجهد مترجم رائعة “ماركيز” “مائة عام من العزلة” إلى لغة الضاد. وفي هذا السياق، قال المترجمالمغربي نصر الدين شكير إن “المترجم صالح علماني عاش ليترجم. وسيظل حيا في ما ترجمه“. بينما اعتبر الروائي السوداني أمير تاج السر أن علماني لم يكن يترجم الرواية اللاتينية والإسبانية، بل كان يحرر نسختها العربية، مؤكدا أن الثقافة الأدبية العربية ستظل مدينة له بالكثير. العماني محمد الشحري: “لمن كنا نقرأ في الأدب المترجم من الأدب اللاتيني؟ هل للكُتّاب أم لصالح علماني؟!! وكلمات من ستبقى في الذاكرة كلمات الكاتب أم المترجم؟” يجيبالشحري وهو يخاطب روح الراحل: “قرأت معظم روايات الكاتب البيروفي ماريو برغاس يوسا التي ترجمتها. لكن حين قرأت رواية له مترجمة إلى العربية وليست من ترجماتك. شعرت بالفارق بين صنعة مترجم وآخر. وفقدت لحظة التشويق التي أجدها في كل ترجماتك..” من جانب آخر، وصفت دار التنوير، التي نشرت بعض أعماله المترجمة، الراحل بأنه “مترجم عظيم“، حيث عدته أحد “أهم من ترجم الأدب اللاتيني، وأحد أكثر المترجمين إخلاصا وشغفا. أحب ما فعله وأخلص له، وترك خلفه إرثا كبيرا لن ننساه أبدا“. وإذ ذكرت مؤسسة عبدالحميد شومان الأردنية بترجمته لرائعة الروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز “مائة عام من العزلة“، فإنها اعتبرت أنه ساهم في تعريف القراء العرب على الروايات والقصص في أمريكا اللاتينية وإسبانيا. وقد خلف الراحل صالح علماني أزيد من مائة ترجمة من الأدب الإسباني والأمريكي اللاتيني، من أبرزها طبعا رواية “مائة عام من العزلة“، هذه الرائعة الماركيزية التي تعد من أهمالأعمال الإسبانية الأمريكية خاصة، ومن أهم الأعمال الأدبية العالمية، كما أنها من أكثر الروايات المقروءة والمترجمة للغات أخرى. كما ترجم لماركيز “الحب في زمن الكوليرا” و“قصةموت معلن” و“ليس لدى الكولونيل من يكاتبه” و“عشت لأروي” و“الجنرال في متاهته“، الخ. وترجم، كذلك، للروائي ماريو بارغاس يوسا “حفل التيس” و“دفاتر دون ريغوبرتو” و“رسائلإلى روائي شاب” و“في امتداح الخالة” و“من قتل بالومينو موليرو” و“شيطنات الطفلة الخبيثة“. فضلا عن ذلك، ترجم لكتاب مشهورين آخرين، من بينهم: إيزابيل أليندي وجوزيه ساراماغو وإدواردو ميندوثا وميغيل أنخيل أستورياس وبرناردو أتشاغا وإدواردو غاليانو وخوان رولفو وألفارو موتيس وبابلو نيرودا، إلخ. وله بعض المؤلفات منها مذكراته وأعمال موجهة للأطفال والناشئة.