في الوقت الذي أكدت فيه الحكومة التركية، يوم الثلاثاء الماضي، أنها ستقوم بترحيل كل الجهاديين الأجانب من مختلف الجنسيات إلى بلداهم الأصلية قبل نهاية السنة الجارية، في إطار عملية التخلص منهم التي انطلقت قبل عشرة أيام، كشف مصدر حقوقي ل”أخبار اليوم” تسجيل فرار بعض النساء المغربيات وأطفالهن من أحد مراكز الاحتجاز التابعة لقوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا . في البداية كان يُعتقد أنه لا يوجد مغاربة بين الفارين من المراكز، لكن عملية التفتيش وتحديد الهويات والجنسيات التي يقوم بها الجيش التركي وبعض الجماعات في الحدود التركية أكدت وجود مغاربة بين ال800 امرأة وطفل من جنسيات عدة هربوا من مخيمات “قسد” خلال الحملة العسكرية التركية. في هذا الصدد، كشف محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، للجريدة أنه رغم أن عدد النساء والأطفال الموجودين بمراكز الاعتقال التابعة للجيش التركي على الحدود التركية السورية غير محدد بدقة، إلا أن مصادر خاصة حددتهم في حوالي 30 طفلا وامرأة، ممن فروا من مخيمات الاحتجاز التابعة لقوات سوريا الديمقراطية على إثر الحملة العسكرية التركية الأخيرة “نبع السلام” على شمال سوريا. وتابع المصدر ذاته أن المرصد توصل بمناشدات من طرف ما يسمى إعلاميا بنساء داعش الموجودات رفقة أبنائهن بمراكز الاعتقال التابعة للجيش التركي، من أجل تدخل وزارة الخارجية والسفارة المغربية بتركيا لأجل إعادتهم إلى المغرب. وأوضح المصدر عينه أن بعض المغربيات وأطفالهن محتجزات لدى الجيش التركي داخل الأراضي التركية، فيما البعض الآخر محتجز لدى بعض الجماعات في الأرض الحدودية التي سيطر عليها الجيش التركي مؤخرا. وأردف أن هاته النساء ليس لديهن حق مغادرة مناطق الاحتجاز، بحيث يبقى لديهن المخرج الوحيد هو قبول المغرب استقبالهن. وإلى حدود منتصف هذا الشهر، يوجد رهن الاعتقال أو الاحتجاز لدى الأمن التركي 1149 جهاديا وجهادية، 737 منهم أجانب، بعضهم مغاربة أو أوروبيين من أوصول مغربية، علما أن بعض الدول الأوروبية مثل هولندا سحبت جنسيتها من بعض رعاياها المعتقلين في تركيا من أصول مغربية. من جهة ثانية، أشار محمد بنعيسي في حديثه مع “أخبار اليوم” إلى أن أكثر من 250 امرأة وطفلا مغربيا لازالوا يقبعون في مخيمي الاحتجاز ” الهول” و”روج” التابعين ل”قسد” شمال سوريا، وأنه لا يوجد إلى حدود الساعة أي مؤشرات ولم يتلقوا أي اتصال من الحكومة المغربية للتحضير لعملية ترحليهم. ويعيش هؤلاء المغاربة في أوضاع مزرية تغيب فيها أبسط شروط العيش، علاوة على انتشار الأمراض وانخفاض دراجة الحرارة خلال الأيام الأخيرة، ما يهدد حيوات الأطفال بالدرجة الأولى. من جهة ثالثة، كشفت مصادر دبلوماسية أن الحكومة الإسبانية لازالت تدرس إمكانية ترحيل 17 طفلا مغربيا يحملون الجنسية المغربية وأمهاتهم الأربع القابعين في مخيم “الهول” و”روج”، وفق صحيفة “إلموندو”.