بعد مرور أزيد من 3 سنوات عن واقعة طرد مجموعة التبشيرين الثلاثة والعشرين الذين كانوا يشرفون على إدارة دار الأطفال بعين اللوح، عادت الحرب ضد تنصير المغاربة إلى الواجهة ففي تطور جديد ومثير لقضية الشاب « م. ب» المعتقل بسجن «عين عيشة» بضواحي تاونات على خلفية إدانته بسنتين ونصف حبسا نافذا لاتهامه بالقيام بأعمال تبشيرية ونشر الأفكار والديانة المسيحية بين شباب المنطقة، دخلت منظمة «أمنيستي» على الخط، بإرسالها لموفدة تعمل لدى أمانتها الدولية بمقر المنظمة بلندن إلى تاونات للتحقيق في القضية. وقالت سرين راشد، الباحثة الإستراتيجية والميدانية بمنظمة «أمنيستي» بلندن، في تصريح خصت به «أخبار اليوم» خلال حلولها أول أمس الاثنين بفاس، إن « منظمة العفو الدولية وفور علمها باعتقال وإدانة الشاب بتاونات من أجل اعتناقه المسيحية واتهامه بزعزعة عقيدة مسلم، سارعت إلى إرسالي إلى المغرب لزيارة عائلة الشاب بتاونات وجمع كل المعلومات المتعلقة بملابسات اعتقال ابنها ومحاكمته وإيداعه السجن، حيث ينتظر أن أعدّ تقريرا في الموضوع ومراسلة السلطات المغربية بهذا الخصوص». ولم تستبعد موفدة «أمنيستي»، لجوء منظمتها إلى «شن حملة دولية» للمطالبة بإطلاق سراح الشاب المغربي ومطالبة المغرب ب»ضرورة تقيده بالالتزامات الدولية في مجال الحرية الدينية»، مما قد يعيد بحسب المتتبعين عمليات شد الحبل من جديد بين المغرب ومسيحيي العالم، خصوصا الجمعيات الدينية الموالية للكنيسة الأنغليكانية والمعروفة بعلاقاتها الواسعة وارتباطاتها القوية بالطبقة السياسية في بريطانيا وهولندا والولايات المتحدةالأمريكية. من جهتها، التحقت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بفرعها بتاونات، بمنظمة «أمنيستي»، وأدانت في بيان لها، ما اعتبرته «الاعتقال التعسفي» الذي تعرض له الشاب والحكم عليه ب»عقوبة قاسية على خلفية ممارسته لحقه المكفول قانونا في حرية المعتقد «، حيث دعت الجمعية الحقوقية، المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والتنظيمات الديمقراطية، إلى الاصطفاف للدفاع عن الحريات الفردية وحرية المعتقد «لإيقاف النزيف الذي زاد حدة» مع حكومة عبد الإله بنكيران، والتي وصفها البيان ب»حكومة التراجعات». ورد مصدر أمني رفيع بتاونات، في اتصال هاتفي أجرته معه «أخبار اليوم»، أن الإجراءات المتخذة في حق شاب تاونات تندرج في إطار «مكافحة محاولات نشر عقيدة المبشرين الرامية إلى زعزعة عقيدة المسلمين»، مؤكدا أن المغرب تحرك «طبقا للقوانين المشروعة والسارية من أجل صيانة القيم الدينية والعقائدية في المملكة» . وكان الشاب « م. ب»، وهو عاطل عن العمل في عقده الثالث، قد مثل قبل أيام أمام المحكمة الابتدائية بفاس في حالة اعتقال وتم تجهيز ملفه في أول جلسة من محاكمته، واعترف أمام هيئة الحكم بالمنسوب إليه، وكشف للمحكمة بأنه تشبع بالديانة المسيحية لما يزيد عن سبع سنوات، مما جعله يتصل بإحدى الإذاعات المسيحية الدولية، والتي عمدت إلى ترتيب عدة لقاءات له مع مسيحيين من جنسيات مختلفة يقيمون بمدينتي الناظور والحسيمة، من بينهم مواطن أمريكي، كما أكد بأنه سبق له أن حضر العديد من اللقاءات التبشيرية بكل من الرباط ومكناس.