انتهز سعد العثماني، رئيس الحكومة، والأمين العام “للعدالة والتنمية”، مشاركته في لقاء نسائي بمراكش، لتوجيه الإنتقاد لدعوات الدفاع عن الحريات الفردية، معتبرا أن المس بالثوابث الدينية والوطنية خط أحمر، مؤكدا أن لدى الملك حرص على احترامها. وخصص العثماني مساحة هامة في كلمة له، مساء اليوم السبت، بمناسبة إنطلاق مشروع “تمكين” الذي ينظمه القطاع النسائي للحزب، للرد على الدعوات التي قال إنها تتجدد بإستمرار “والتي تدعي أن تمكين المرأة وتقوية حضورها يتم عبر الخروج على الثوابت الدينية، وتحليل الحرام وتحريم الحلال” حسب قوله. وشدد العثماني على أن المغرب مبني “على المرجعية الإسلامية وإمارة المؤمنين، وذلك يمنحنا الأفق الذي نسير فيه.. صحيح يجب أن نفهم المرجعية في إطار تجديدي، وأن نبحث عن أوسع الإجتهادات في هذا المجال، ماشي مشكل، لكن الخروج عن الثوابث هذا خط أحمر”. وأضاف بأن الملك محمد السادس، لا أثناء تعديل مدونة الأسرة ولا لا في القوانين، “كان لديه إصرار دائم أن نبقى في إطار الثوابث الدينية والوطنية “، مشيرا إلى خطابه في 2003، الذي قال فيه إنه كأكبر المؤمنين لا يمكنه أن يحل حلالا أو أن يحرم حراما. وعبر العثماني في هذا الإطار عن شكره لعدد من الأحزاب السياسية التي خرج قيادتها للتعبير عن رفضهم لهذه الدعاوى، معتبرا أن الأمر يتعلق بجذور وحضارة وأصالة جميع المغاربة، مؤكدا أن المرأة كانت رائدة في تاريخ المغرب ولم يمنعها جنسه من ذلك، ضاربا المثل بفاطمة الفهرية التي بنت المسجد الجامع، وجامعة القرويين. ويأتي كلام العثماني على خلفية إطلاق مؤسسة “بيت الحكمة” نداء الدفاع عن الحريات الفردية تعقدها اجتماعات لأحزاب سياسية لدعمه، كما يأتي في سياق النقاش حول تعديل نصوص ذات صلة القانون الجنائي. من جهة أخرى نفى العثماني أكد العثماني أن “البيجيدي” هو الأكثر تمكينا للمرأة في المجال السياسي، معتبرا أن خصوم حزبه حاولو التشويش عليه بالقول أنه ليس مع حرية المرأة واستقلاليتها و وتقلدها للمناصب. مضيفا “لكننا برهنت بالدليل القاطع والممارسة العملية أن كل ما ذكر مجرد ادعاءات وأن الواقع يثبث العكس” مشيرا إلى أن عدد نساء العدالة والتنمية بالبرلمان اليوم أكثر من عدد نساء المنتمين لأي حزب آخر، والشأن ذاته بالنسبة للمستشفيات الجماعية. واعتبر العثماني أن هذا الواقع هو سبب نجاح العدالة والتنمية في الانتخابات داعيا خصومه إلى زيادة الديمقراطية الداخلية والشفافية لديهم اذا أرادوا الانتصار على للبيجيدي، وليس عبر أساليب الأكاذيب الاختلاق، حسب تعبيره. كما شدد العثماني على أن حزبه مر بصعوبات كثيرة أسوء مما قد يواجهه اليوم واستطاع أن يتجاوزها، مشيرا إلى ما وقع سنة قبيل الانتخابات الجماعية ل2009، والتشريعية ل2007، وكذا المطالبات بحله في 2003 عقب أحداث 16 ماي من نفس السنة. وقال العثماني إن ما مر به للبيجيدي “يشيب له الولدان حينما تجد 5 مسؤولين سياسيين يطالبون بحل حزب العدالة والتنمية ، هذه ما عمرنا ما ننساوها، كيف تكون ديمقراطيا وتريد أن تنفي منافسك من الساحة” وأضاف بأن هذه الأساليب لن تمكن مطلقا من القضاء على الحزب بل تقويه.