تأسف ديل دي كيرشوف، منسق الاتحاد الأوروبي ضد الإرهاب، لغياب التعاون بين الاتحاد والمغرب في ملفات سياسية واقتصادية، منها نزاع الصحراء الغربية، وهذا من شأنه أنيؤثر في التعاون بين الطرفين في مواجهة الإرهاب. وفي تقييم له أخيرا حول مكافحة الإرهاب، خاصة التعاون الدولي، تحدث عن غياب التنسيق مع الرباط، قائلاً: «منذ أربع سنوات، لا يوجد تعاون بيننا في الاتحاد الأوروبي معالرباط في مواجهة الإرهاب وتبادل المعلومات، نتيجة الجمود الذي أصاب العلاقات بسبب المشاكل في اتفاقيات الزراعة والصيد البحري». وفي المقابل، اعترف بوجود علاقات ثنائيةبين المغرب ودول أوروبية مثل إسبانيا وبلجيكا وفرنسا في محاربة الإرهاب، بل واستفادة هذه الدول من تجربة المغرب في محاربة التطرف الديني والفكري. وتأتي تصريحات المسؤول الأوروبي التي تناقلتها مواقع رقمية أوروبية في إطار عرض حول نتائج مقتل زعيم داعش أبوبكر البغدادي، والتخوف من عودة المتطرفين الذين يحملون الجنسيات الأوروبية إلى القارة الأوروبية، لاسيما بعد التدخل العسكري التركي في سوريا. وهناك تهديدات تركية بترحيل المتطرفين في حال استمرار رفض أوروبا استقبال مواطنيها المتطرفين. ويعتبر المغرب دولة محورية للاتحاد الأوروبي في محاربة التطرف لسببين؛ الأول هو القرب الجغرافي، حيث يوجد دائماً تخوف من تسلل المتطرفين الإرهابيين عبر ظاهرة قوارب الهجرة السرية نحو أوروبا انطلاقاً من الشواطئ المغربية، فيما يتجلى السبب الثاني في انتماء عدد من المتطرفين والإرهابيين إلى الهجرة المغربية، حيث تورط المغاربة في الاعتداءات الإرهابية الكبرى التي وقعت في الدول الأوروبية، مثل إسبانيا وفرنسا وبلجيكا. ويتأثر التعاون المغربي–الأوروبي بشأن مواجهة الإرهاب بقضايا سياسية، وكان المغرب قد أوقف سنة 2014 التعاون مع فرنسا نتيجة الاختلاف حول قضايا متعددة، منها محاولةفرنسا ملاحقة مدير المخابرات المدنية المغربية، عبد اللطيف الحموشي، بتهم تتعلق بحقوق الإنسان، والآن نتيجة موقف أوروبا من نزاع الصحراء الغربية. وسجلت العلاقات المغربية–الأوروبية توتراً حقيقياً خلال السنوات الأخيرة بسبب تجميد القضاء الأوروبي اتفاقيات الصيد البحري والتبادل التجاري التي تضم الأراضي الصحراوية. وإذا كانت بعض الدول تخطب ود فرنسا في محاربة الإرهابيين، هناك دول أخرى، على رأسها، إيطاليا تنهج استراتيجية صارمة وهي طرد كل مواطن مغربي جرى الاشتباه فيتطرفه ولو في الحد الأدنى الفكري وليس بالضرورة الإرهاب العملي الميداني. وكانت الأجهزة الأمنية المغربية قد انتقدت نظيراتها الإيطالية، لكن روما تستمر في مواقفها.