لم يستسغ الموالون لحكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، بعث فاطمة الحساني، رئيسة جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، لرسالة شكر على تهنئة، إلى زميلها في الحزب، سمير كودار، بصفته رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع للحزب. ووجدت الحساني نفسها موضوعا لاتهامات من لدن تيار بنشماش -الذي لم يكن يرغب من قبل في ترشيحها- بإقحام مؤسسات دستورية في الأزمة الجارية داخل “البام”. ولم ينشر كودار رسالة الشكر التي وجهتها إليه الحساني، سوى بعدما بث موقع الحزب على الأنترنت، رسالة شكر للحساني إلى بنشماش. لكن الموالين لبنشماش يرون في بعث الحساني بصفتها رئيسة لمجلس جهة الشمال، رسالة إلى كودار بصفته رئيسا للجنة التحضيرية “طعنا في الأحكام القضائية”، ويقصدون بذلك الحكم الابتدائي الصادر مؤخرا، والقاضي بإبطال انتخاب كودار رئيسا لها. لكن مصدرا مقربا من كودار يقول إن الحكم ابتدائي، وجرى استئنافه، ولا يوقف الأعمال الجارية للجنة التحضيرية، ولا يؤثر على المراكز القانونية لأي طرف معني بالقضية. ويتمسك موالون لبنشماش بالقول إن المطلوب من الحساني هو أن تلزم الحياد في الصراع الجاري داخل حزب الأصالة والمعاصرة، لكن الحساني نفسها، هي نائب رئيس اللجنة التحضيرية، أي كودار نفسه، وترشيحها، وفقا لمصادر في تيار “المستقبل” كان بمبادرة أعضاء هذا التيار، وليس الأمين العام، بل إن المكتب السياسي للحزب –الموالي فيما بقي منه لبنشماش- اعترض بشدة على ترشيحها، وحاول فرض ترشيح شخصيات أخرى موالية لبنشماش لكنه فشل في ذلك. ورغم أن الحساني لا يمكن أن تمنع نفسها من الانحياز لصف تيار “المستقبل”، إلا أن الموالين لبنشماش يطلبون ألا تقحم في ذلك مؤسسات دستورية مطلوب فيها الحياد. بيد أن هذه الحجة يراها خصوم بنشماش مبالغة كبيرة في تفسير جزئي لرسالة شكر واحدة، وإغفال أن المعنية بعثت بواحدة أخرى إلى بنشماش كذلك. ويقول قيادي في تيار “المستقبل” ل”اليوم 24″، إن الاحتجاج على رسالة شكر الحساني ليس سوى “لعبا على الهامش”، خصوصا بعدما حاول الموالون لبنشماش إظهار فوزها بمنصبها وكأنه نصر للأمين العام نفسه. وأضاف: “الحساني قامت بما قامت به من باب الكياسة إزاء بنشماش. كان بمقدورها أن لا تلتفت إلى بعث رسالة شكر إليه، فهي تعرف بأنه كان خصما لها، وعائقا أمام طريقها، ولم يقم بأي خطوة لصالحها في مسار وصولها لرئاسة جهة الشمال”. مشددا على أن ما يحتج به الموالون لبنشماش ليس سوى “عمل يفتقد للمنطق”. وعلى ما يبدو، فإن الحساني، علاوة على “الكياسة” في توجيه رسالة شكر إلى بنشماش، فإنها كانت خطوة ملائمة منها لتجنب أي جدل في حال ما ظهر أنها قد وجهت رسالة شكر إلى كودار وحده دون بنشماش. ويقول كودار في هذا الصدد ل”اليوم 24″: “بعض الموالين لبنشماش يريدون حجب الحقائق، وكتم الأنفاس، والحكم بما شاؤوا على ما يشاؤون.. وهم يحاولون فرض شيء خيالي على زميلة لنا تحاول أن تقوم بواجبها بأكثر الطرق دبلوماسية”. إلى ذلك، قررت محكمة الاستئناف بالرباط، تأجيل النظر إلى يوم 20 نونبر، في الدعوى القضائية التي قضت فيها المحكمة الابتدائية بإبطال انتخاب اللجنة التحضيرية ورئيسها سمير كودار. وتعزز فريق دفاع كودار في الجلسة الأولى أول أمس الأربعاء، بكل من النقيب محمد الشهبي، والمحامي البارز إبراهيم الراشدي. وكان فريق الدفاع في المرحلة الابتدائية مقتصرا على عبد اللطيف وهبي وبعض محاميي الحزب.