كشفت الأطوار الأخيرة للصراع الدائر بين أجنحة حزب الأصالة والمعاصرة، عن وصول الخلافات إلى مستوى يبعث على القلق داخل صفوف قيادات الحزب. آخر هذه التطورات، إعلان موقع إلكتروني يموله قياديون موالون ل”تيار الشرعية”، عن رفع تقارير من لدن الأمين العام للحزب، حكيم بنشماش، إلى جهات في الدولة بخصوص عزيزة الشكاف، إحدى الوجوه البارزة في الحزب، وفي تيار “المستقبل”، تتضمن اتهامات باستغلال مواقعها في المؤسسات المغربية، لدعم وجهة نظر جبهة البوليساريو. وأعلن بنشماس في بلاغ بثه الثلاثاء، عن كون كل ما ورد بخصوص الشكاف لا أساس له من الصحة. بنشماش أشاد بهذه السيدة الصحراوية التي تكاد تكون واحدة من القلة القليلة التي عارضت بنشماش منذ توليه منصبه أمينا عاما للحزب. ويكشف ذلك بحسب مصادر بالحزب، عن تعرض بنشماش لضغوط أجبرته على التبرؤ من الاتهامات الموجهة إلى الشكاف من لدن مواليه، لا سيما أن هذه السيدة تعول عليها السلطات كثيرا في المواجهات داخل المؤسسات الأجنبية، حول الصحراء. لكن خصومه في تيار “المستقبل”، يقولون إن بنشماش هو من “فتح باب جهنم على نفسه”، عندما بث رسالة الإكوادور، وكلها تتضمن مزاعم بالفساد ضد قياديين شاركهم تدبير الحزب في فترات مضت، بل وكال لهم الشتائم علانية. خصومه يعتقدون أن أنصار بنشماش وجدوا في تلك الرسالة “توجيها بخصوص الحدود التي يمكن الوصول إليها” في الصراع الجاري بين أجنحة الحزب. وهناك تفسير آخر يرى أن الطريقة الجديدة التي يستعملها الموالون لبنشماش في استهداف شخصيات القياديين بتيار “المستقبل”، هي النتيجة المتوقعة بعد شهور بينت أن الكفة الراجحة حتى الآن هي لتيار “المستقبل” في هذا الصراع الداخلي. وقال قيادي في التيار: “هذه محاولة لجر المشروع ككل إلى الحضيض، والتيار لن يقبل بالانجرار إلى هذه الطريقة في تدبير صراع سياسي داخل الحزب”. وهذه ثاني مرة يلجأ فيها بنشماش إلى توضيح موقفه من معلومات أو تصريحات تصدر عنه أو عن الموالين له، قيلت أو كتبت في سياق الصراع الداخلي في حزب “البام”، بعدما اضطر في أول مرة، إلى توضيح موقفه من إقحام الملك في صراعات حزبه. Aويبدأ تيار “المستقبل” سلسلة جديدة من لقاءاته التواصلية نهاية هذا الشهر، حيث يعقد لقاء في طنجة الأسبوع المقبل، وهي إحدى أبرز معاقله، رغم محاولات إلياس العماري إضعافها هناك. فيما ستواصل المحكمة الابتدائية بالرباط في الاسبوع الثاني من شهر شتنبر، النظر في دعوى بنشماش ضد سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وأيضا في دعوى قدمها كودار أيضا ضد بنشماش حول قرار طرده.