يخطط بعض قادة تيار “المستقبل” داخل حزب الأصالة والمعاصرة لوضع حد لأي تأخيرات محتملة في حسم القضية التي رفعها حكيم بنشماش الأمين العام للحزب، ضد سمير كودار بصفته رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع المزمع عقده في نهاية شتنبر. المحكمة الابتدائية بالرباط كانت قد أجلت النظر في دعوى بنشماش إلى يوم الأربعاء المقبل، وهي الجلسة الثانية في مسار هذه القضية التي لدى قادة “المستقبل” شكوك في أن الأمين العام الحالي للحزب قد يسعى إلى إطالة أمدها “بغرض استثمارها لإضعاف مصداقية أي إجراءات يتخذونها مستقبلا”. الخطة التي يقترحها بعض قادة التيار المناهض لبنشماش، هي دفع المحكمة في الجلسة الثانية لهذه القضية، إلى إدراج الملف للتأمل أو المداولة، وإصدار حكم بشكل مبكر قبل عقد المؤتمر يوم 26 شتنبر. كيف ذلك؟ سينصحون دفاع كودار بتقديم طلب إلى المحكمة في هذه الجلسة بالتنازل عن المرافعات، وإحالة الأمر بالكامل على نظر المحكمة. مصدر قال “إن النقاط التي يدافع بها تيار “المستقبل” عن نفسه في هذه الدعوى قدمها في مذكرته الجوابية، وليس من الضروري مناقشة الطرف الخصم (أي دفاع بنشماش) داخل المحكمة حولها مجددا.. سنُبذر الوقت فحسب”. وإذا ما قرر دفاع بنشماش، الذي يضم فريقا من المحامين بينهم محمد الهيني وأحمد أرحموش، تقديم مرافعات، فإن تركهم يفعلون ذلك لوحدهم “لن يستغرق وقتا طويلا، خصوصا عندما سيظهرون وكأنهم يتحدثون لوحدهم”. وبحسب قيادي في هذا التيار، فإن الحسم السريع في هذه القضية سيجعل الجميع “مرتاحين بالنظر إلى المستقبل”، موضحا أن “أي شعور بالقلق من القرار المحتمل أن يصدر عن المحكمة يجب أن يُزال من العقول، فإما أن تُحسم هذه المعركة لصالحنا، وإما أن نبحث عما سنفعله إن لم تسر الأمور وفق ما نرجوه”. ويتخوف قادة “المستقبل” من أن تؤخر المحكمة حسم هذه القضية، ويستثمر بنشماش ذلك في إضعاف محطة المؤتمر بالقول إن المحكمة ستعيد كل شيء إلى الصفر. “هذه مخاوف قائمة على كل حال، ونحن لا نرغب في أن تؤثر على النفوس”، يقول قيادي. ولم يكن يخطط هذا التيار لمثل هذه المعارك في ردهات المحاكم، لكن بنشماش وبعدما خسر دعوى أكادير، وكان هدفها إحباط عقد اجتماع للجنة التحضيرية هناك قبل شهرين، قرر أن ينقل صراعه إلى محاكم الرباط، وتقدم بدعوى يطلب فيها الحكم ببطلان انتخاب كودار رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر، وإيقاف عقد المؤتمر الذي نودي إليه دون موافقته. وردا على ذلك، قرر سمير كودار الطعن لدى المحكمة نفسها في قرار طرده من الحزب، وهو قرار اتخذه بنشماش ضمن سلسلة إجراءات لتصفية معارضيه في الحزب منذ شهر ماي الفائت. وستنظر المحكمة في هذه القضية يوم الخميس المقبل 12 شتنبر، وهي أولى جلسة في هذا الصدد. لكن إن حسمت المحكمة يوم 11 شتنبر في القضية الأولى، فإنه لن يكون هنالك داع لمواصلة القضية الثانية. ويسعى تيار المستقبل إلى تعزيز الجهود المبذولة من لدن قيادييه على مستوى اللجنة التحضيرية عن طريق حمايتها سريعا بحكم قضائي. وقال عضو به “إن العمل الذي قام به كودار بصفته رئيسا للجنة التحضيرية لا يجب أن يذهب هباء”. وعانى كودار خلال هذه الشهور من توليه لهذه المهمة، من عبء عقد اجتماعات لجنته التحضيرية، وحمايتها بواسطة القانون، ثم إنتاج الوثائق الضرورية للمؤتمر، وبعدها مواجهة أمينه العام في ردهات المحاكم. وبحسب قياديين في “المستقبل”، فإن هذه اللجنة “كانت مركز الحرب في الصراع الجاري داخل الحزب، وقد أدار كودار واجهات عدة لهذه الحرب، بل وأصبح الهدف الرئيس لبنشماش، وينبغي أن يحظى ذلك الجهد بالحماية الضرورية من أي تشويش مستقبلي قد يصدر عن بنشماش”.