يقوم وفد أمريكي، يرأسه المبعوث الخاص السابق للأمم المتحدة إلى الصحراء، كريستوفر روس، بزيارة خاصة إلى مخيمات تندوف، ويرافقه في هذه الزيارة، وفد يضم مسؤولين في جامعة برينستون الأمريكية. ومن المنتظر، وفق برنامج الزيارة، أن يلتقي الوفد الأمريكي بزعيم الجبهة الانفصالية إبراهيم غالي وقيادات أخرى، والقيام، أيضا، بزيارات في مرافق المخيمات. ويعتبر مراقبون زيارة روس سبيلا لتعزيز العلاقة التي تجمع الدبلوماسي الأمريكي وقادة الجبهة الانفصالية، بعد عدة زيارات باشرها روس إلى المخيمات والأقاليم الجنوبية في المغرب لما كان مبعوثا خاصا للأمم المتحدة في ملف الصحراء، وهو المنصب الذي شغله لثماني سنوات. هذا، وانطلقت الزيارة، يوم أمس الأربعاء، وتستمر لثلاثة أيام إلى اليوم الجمعة، على أن يعرج الوفد، الذي يقوده روس، على مقر بعثة "المينورسو" في المخيمات الموجودة بالتراب الجزائري، وسيلتقي، أيضا، بفعاليات مدنية في المخيمات، وممثلي منظمة الهلال الأحمر. وتتزامن الزيارة الأمريكية غير الرسمية مع انعقاد اجتماع جديد لمجلس الأمن يوم أمس الأربعاء، حول نزاع الصحراء، لتصويت الدول الأعضاء على مشروع القرار الجديد الذي صاغته الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي هذا السياق، يرى الخبير في ملف الصحراء والقضايا الإفريقية عبدالفتاح الفاتحي، بأن الزيارة التي قام بها الدبلوماسي الأمريكي تكشف عداءه للموقف المغربي في الملف، مذكّرا بأن المغرب سبق له أن عبر عن مواقف إزاء روس، لما طلب في أكثر من مناسبة عدم التعامل مع الخبير الأمريكي في القضايا العربية. وقال الفاتحي إن زيارة روس للمخيمات جنوب غرب الجزائر، يظهر نوايا الرجل، كما يبين، كذلك، سبب فشله في تدبير الملف، ملمحا إلى عدم سلك الدبلوماسي الأمريكي طريق الحياد في الملف لما كان مبعوثا أمميا في الصحراء. ولم يستبعد الفاتحي أن تكون الزيارة في إطار حنين كريستوفر روس للمنطقة، وهو الذي عمّر فيها لفترة ليست بالقصيرة تحديدا في الجزائر. واعتبر المهتم بملف الصحراء أن الدبلوماسي الأمريكي كان على علاقة طيّبة مع القادة في الجزائر، خصوصا العسكريين منهم. وأردف المتحدث أن الزيارة لن تكون ذات تأثير على المسار السياسي لقضية الصحراء، موضحا أن قدوم المبعوث السابق رفقة وفد جامعي أمريكي لا يعدو إلا أن يكون زيارة روتينية فقط. وشدد الخبير في قضية الصحراء، أن قادة البوليساريو لم يعد يزورهم اليوم في تندوف إلا من هم حقا أثبتوا أنهم لم يكونوا يوما على الحياد في الملف، مضيفا أن المغرب كان متمسكا وحازما في موقفه من ملف الأقاليم الجنوبية، لما كان روس مبعوثا أمميا غير مهتم بالطرح المغربي، وهو ما دفعه في النهاية إلى الابتعاد عن الملف بتقديم استقالته من منصبه في رسالة بعثها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في ربيع 2017، بسبب الفشل في تقريب الرؤى في الملف.