في أول خروج إعلامي له منذ استقالته كمبعوث أممي سابقا إلى الصحراء، خرج كريستوفر روس بتوضيحات عبر جريدة هسبريس الإلكترونية يرد فيها على ما اعتبره مغالطات رافقت برنامج زيارته إلى الجزائر ومخيمات تندوف، التي تنطلق ابتداء من يومه الأربعاء. وتأسف المبعوث الأممي الأسبق إلى الصحراء للتأويل الذي رافق زيارته إلى الجزائر وتندوف في إطار مهمة جامعية محضة، قائلا إنه ليس طرفاً فيهاً بل فقط مرافقاً لطلبة لتسهيل الزيارة التي يقوم بها وفد من جامعة برنستون الأمريكية. وأكد روس، في توضيح لهسبريس، أن سياق عودته إلى المنطقة "يندرج في إطار زيارة يقوم بها قسم من طلبة الدراسات العليا بجامعة برنستون يدرسون نزاع الصحراء كحالة لنزاع طال أمده"، مضيفا أن "نصف الفصل يزور الجزائر ومخيمات الصحراويين، والنصف الآخر يزور الرباط والعيون". وأوضح المبعوث الأممي الأسبق قائلا: "طلبت مني جامعة برنستون مرافقة المجموعة المتجهة إلى الجزائر لتسهيل الرحلة وضمان مرورها على أحسن وجه"، نافيا أن تكون لرحلته علاقة بعودته إلى واجهة نزاع الصحراء من باب الجامعة الدولية العريقة. وشدد الدبلوماسي الأمريكي على أن "طلاب الجامعة يُشرفون على إدارة جدول أعمالهم ولقاءاتهم بشكل مستقل، أنا موجود، لكنني لست مشاركا في النشاط أو البرنامج"، وفق تعبيره. وحول التوتر مع المغرب الذي وصل إلى اعتراض الرباط عليه بسبب "تحيزه لأطروحة البوليساريو والجزائر"، أكد كريستوفر روس، في توضيحه لهسبريس، أن "مشكلة المغرب معي ليست أنني كُنت مؤيدا للجزائر أو مؤيدا لجبهة البوليساريو، خلافا لما تدعيه الحكومة المغربية". وأورد كريستوفر روس أن "مشكلة الرباط معي أنني لم أكن مؤيداً للمغرب، وبالنسبة للمغاربة، إذا لم تكن معهم، فيجب أن تكون ضدهم، وهذا ببساطة غير صحيح". وزاد المسؤول الأممي قائلاً: "كوسيط للأمم المتحدة، كنت محايداً تماماً، لم أمارس مهمة لوبينغ لمقترح الحكم الذاتي أو للاستفتاء في الصحراء. لقد عملت من أجل مفاوضات حقيقية تجاه الهدف المحدد من قبل مجلس الأمن الدولي، وهو حل سياسي مقبول من قبل الطرفين يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره". ويبدو أن نظرة كريستوفر روس إلى مآل مستقبل نزاع الصحراء على ضوء مستجدات اليوم ما زالت متشائمة، حيث ختم تصريحه مؤكدا أن مهمته لم تُكلل بالنجاح بسبب "صلابة موقف كلا الطرفين الذي لم يتغير مطلقاً إلى يومنا هذا"، في إشارة إلى استمرار جمود موقف أطراف النزاع، ما دفع المبعوث الأممي السابق، هورست كولر، إلى تقديم استقالته هو أيضا. يشار إلى أن كريستوفر روس قدم استقالته كمبعوث للأمم المتحدة إلى الصحراء في مارس 2017، بعد ثمانية أعوام من توليه هذا المنصب في محاولة تسوية النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر.