كما توقعت العلم الاثنين الماضي , كشفت مصادر متطابقة عن برنامج زيارة مكوكية جديدية يجريها المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي كريستوفر روس تنطلق من الرباط و تهم على التوالي مخيمات تندوف و الجزائر ثم نواكشوط قبل أن يجري مشاورات مع عواصم مجموعة أصدقاء الصحراء المشكلة من الولاياتالمتحدة وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا وروسيا. الجديد في الجولة المكوكية الجديدة لروس الذي يعود للمنطقة بعد فترة جفاء طويلة تطلبت التدخل الشخصي لبان كي مون لاعادة الأمور لنصابها بعد تقديم ضمانات واضحة للمغرب في شأن حياد و نزاهة و موضوعية أجهزة و مسؤولي الأممالمتحدة في تدبيرهم لملف النزاع أنها تستثني عاصمة الأقاليم الجنوبية للمملكة العيون من برنامج الزيارة و هذا ما يؤكد حسب المتتبعين رغبة المبعوث الأممي في إغضاب الرباط و إجهاض مسلسل التسوية السياسية و السلمية للنزاع المفتعل بالمرة طالما أن مجموعات من الموالين للجبهة الانفصالية و بتحريض مباشر من الجزائر دأبوا على إغتنام فرصة أية زيارة لروس لمدينة العيون للتشويش عليها و توظيفها بأعمال شغب و إصطناع سيناريوهات مناوشات عنيفة مع قوات الأمن المغربية بغرض التوظيف الاعلامي و الاستغلال الحقوقي المفضوح لجولات المبعوث الأممي. الخبير و المحلل السياسي المغربي الدكتور عبد الفتاح الفاتحي يقارب مستجد عودة كريستوفر روس كمدخل لإعادة الثقة وإبداء الحياد والنزاهة المطلوبين في الوسيط الأممي لحل نزاع من صنف ملف الصحراء و يضعها في سياق إعادة تأكيد الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون على احترام مبعوثه الشخصي للصحراء للضوابط المرجعية للأمم المتحدة، ضمن مسعى البحث عن حل سياسي متوافق بشأنه في إطار البند السادس من ميثاق الأممالمتحدة وعلى أن يخرج المبعوث الشخصي عن المهام التي أنشأت من أجلها بعثة المينورسو في الصحراء. الخبير المتخصص في ملف الصحراء و الشأن المغاربي يؤكد في تصريح للعلم أن روس لن يركز في ظل الظرفية الراهنة على أولوية التباحث مع الأطراف سبل إيجاد حل سياسي متوافق بشأنه للنزاع بل سيولي إهتمامه لمضمون و جوهر التقرير المطلوب منه إعداده عن الحالة في الصحراء و الذي سيشكل مرجعية و محور تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن الدولي نهاية أبريل من السنة الجارية 2015 و الذي يرجح الفاتحي أن يتمحور على منهجية إعطاء صورة عن الواقع تمكن مجلس الأمن الدولي من اتخاذ قرار يستوعب طبيعة الأجواء التي يجب أن يتم فيها التفاوض في استحضار للمناخ المناخ الميداني والجيوسياسي في منطقة تعد اليوم ذات حساسية في الاستراتيجية العالمية لمحاربة الإرهاب.