بشكل غير مسبوق، هاجم حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، بقوة، حزب التجمع الوطني للأحرار. ومستعملا أوصافًا مثل “الخوى الخاوي”، و”الزواق”، و”الإشاعة”، دعا بنشماش أعضاء حزبه إلى عدم الشعور بالخوف من هذا الحزب- الذي لم يسمه صراحة- لكنه أشار إليه بشكل واضح بعبارة “الحزب الذي يجمع مؤخرا الكثير من الناس ويحشدهم في قاعات كبيرة”. بنشماش الذي كان يتحدث في لقاء مشترك لبرلمانيي حزبه، في ساعة متأخرة من ليل أمس الثلاثاء، حضره 42 نائبا ومستشارا فقط، بينما مجموع أعضاء الحزب في البرلمان يناهز 120، حاول أن يمطئن برلمانييه الذين على ما يبدو، يملكون مخاوف من هيمنة التجمع الوطني للأحرار. وأوضح الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة في هذا الصدد قائلا: “لاحظت وجود هذا الخوف، لكني أقول إنه لا مجال للشعور بالرعب من ذلك”. وهذه أول مرة يتحدث فيها بنشماش بهذا الشكل عن التجمع الوطني للأحرار ورئيسه عزيز أخنوش، فقد كانت الحزبان، كما الرجلان حليفان لبعضها البعض، حتى إن الأحرار هم من رجحوا كفة بنشماش لنيل منصب رئيس مجلس المستشارين في الانتخابات النصفية. ويرجح قياديون بالحزب أن يكون بنشماش بهذه الطريقة في وصف التجمع الوطني للأحرار، إنما يحاول إبعاد نفسه عن التهم الموجهة إليه من لدن خصومه في البام، أي تيار “المستقبل”، الذين يَرَوْن في بنشماش أداة لإضعاف الحزب لصالح أخنوش، كما عبر عن ذلك صراحة، محمد الحموتي، رئيس المكتب الفيدرالي للحزب. وكان بنشماش يطرح أفكاره حول حزب أخنوش، وهو بصدد تشريح أزمة حزبه في خطاب مدته حوالي نصف ساعة. وقال إن ما وصل إليه حزبه “باسل”، و”حامض”، معتبرا أن منصبه كأمين عام للحزب “كان قدرا من الله في هذه الظروف”، لكنه، كما يستدرك، مستعد لتحمل كافة المسؤوليات لوقف الإنهاك الجاري لحزبه. وزاد قائلا: “لقد أصبحنا مسخرة، وعلينا إغلاق هذا القوس الكئيب”. وعرض بنشماش على برلمانييه التأسيس لمبادرة “سلام شجعان” تجمعه بمعارضيه في تيار “المستقبل”.