يبدو أن حزب الأصالة والمعاصرة مر إلى السرعة القصوى في تعاطيه مع أزمة الائتلاف الحكومي، ومحاولات رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران إطلاق مشاورات لترميم الأغلبية، حيث وجه حكيم بنشماش، الناطق الرسمي باسم الأصالة و المعاصرة ورئيس مجلسه الوطني، رسائل قوية إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، المرشح القوي لتعويض حزب الاستقلال. واعتبر بنشماش، في تجمع خطابي نظم أول أمس السبت بمدينة سيدي سليمان، أن «حزب التجمع الوطني للأحرار لن يكون حلا للمشكل، ولكن بداية لمشكل من نوع آخر»، مشيرا في السياق ذاته إلى ما اعتبره التشويش الذي تعرض له تحالف «جي 8» من قبل عبد الإله بنكيران، حيث سجل أن الأخير غدر بكتلته الانتخابية التي لم تكن تدري أنه سيتحالف مع هذه الأحزاب، «وإذا أراد أن يرمم هذا الائتلاف عليه أن يقدم اعتذارا لكتلته الناخبة». واتهم بنشماش رئيس الحكومة بابتزاز الدولة من خلال التهديد بالشارع أو بالانتخابات السابقة لأوانها كما حدث في الأسبوع الماضي بمجلس المستشارين، حيث حذر في السياق ذاته من إطالة أمد الأزمة الحكومية، خاصة أن بنكيران، يقول بنشماس، ليست له خيارات متعددة، وحتى سيناريو الترميم لن يكون هو الحل إذا لم يقم رئيس الحكومة بمراجعة عميقة لمنطق تدبيره للشأن العام، يضيف بنشماش. ورد الناطق الرسمي باسم الأصالة والمعاصرة بقوة على التصريحات الأخيرة، التي أدلى بها بنكيران داخل مجلس المستشارين، عندما قال، لحظة انفجاره في وجه محمد الشيخ بيد الله، رئيس المجلس والأمين العام السابق لحزب «البام»، إن هناك من يعرقل الإصلاح من تحت ومن فوق، حيث طالب بنشماش بنكيران بأن ينزع الخوف من قلبه وأن يسمي هؤلاء التماسيح والعفاريت. وقال بنشماش في هذا الصدد: «على رئيس الحكومة أن يمتلك الشجاعة وأن يقول للمغاربة هاهوما التماسيح وهاهوما العفاريت، لأنه قال في البرلمان إن هناك من يعرقل من فوق ومن تحت، وهذا كلام خطير وعليه أن يسميهم وإذا لم تكن له الشجاعة فليضع المفاتيح ويكون راجل». من جهة أخرى، عبر رئيس المجلس الوطني للأصالة والمعاصرة عن رفضه رفع شعار «إسقاط الحكومة»، حيث أكد أن حزبه يريد لهذه الحكومة أن تنجح، «ولم يكن أبدا في برنامجنا وأجندتنا إسقاط الحكومة لأنه لو كان ذلك في برنامجنا لقمنا بذلك من خلال ملتمس رقابة». واعتبر رئيس فريق «البام» بمجلس المستشارين أن الحكومة دخلت في خصومات ليس فقط مع حزب الاستقلال، ولكن مع النقابات والجمعيات والصحافة والأحزاب والباطرونا ومع أي صوت ورأي مخالف، حيث سجل أنه بعد سنتين من الدستور الجديد، وبعد 18 شهرا من تحمل الحكومة لمسؤولية تدبير شؤون البلد «بدأنا نلاحظ موجة من الإحباط وعدم الرضى والشعور بالقلق والخوف، بل تحولت الحكومة في هاتين السنتين إلى معمل لإنتاج اللغو والكلام الفارغ»، على حد تعبيره.