فيما يبدو أنها إجابة من حزب «البام» على التحدي الذي رفعه بعض صقور حزب العدالة والتنمية بالذهاب إلى انتخابات سابقة لأوانها، كحل مقترح للأزمة السياسية التي تسبب فيها خروج حزب الاستقلال من الحكومة، قال حكيم بنشماش، رئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، إن «الحزب مستعد لكافة الخيارات، بما فيها الذهاب إلى انتخابات تشريعية سابقة لأوانها، إذا رأت الحكومة أن هذا هو الحل الأنسب للخروج من أزمتها الحالية». وأكد بنشماش، الذي يشغل كذلك منصب الناطق الرسمي باسم الحزب، في تصريح صحفي أول أمس الخميس، أن الأزمة الحكومية التي دبرها رئيس الحكومة في الفترة الأخيرة بكثير من الاستخفاف، وبقليل من المسؤولية، وصلت إلى الذروة وبلغت مداها الكامل، «وهو ما تمثل في إعلان حزب الاستقلال عن انسحابه، وعلى رئيس الحكومة أن يتخلص من منطق «ما مسوقش»، وأن يدبر الأزمة الحكومية بحكم المسؤولية التي يطوقه بها الدستور». واعتبر بنشماش أن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران مطالب اليوم بتوضيح الخيارات المتاحة أمامه، محذرا من ازدواجية المواقف وازدواجية الخطاب، ومن لعبة توزيع الأدوار بين مسؤولي وقياديي الحزب الذي يقود الحكومة، «لأننا لاحظنا في الفترة الأخيرة بأن الحزب يصر على الاستمرار في هذه اللعبة، خلال فترة حرجة تجتازها البلاد اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا. لذلك لا بد من توضيح الخيارات للشعب المغربي، ولا بد من الخروج من منطق الكولسة، ومن منطق تدبير الشأن العام الذي يهم الشعب المغربي بالمنطق القديم. وطالب بنشماش بنكيران بالكشف عن الخيارات المتاحة أمامه لترميم أغلبيته الحكومية، من باب إشراك الرأي العام الوطني، «فإذا كان رئيس الحكومة يفكر في أن يرمم أغلبيته، التي هي في الأصل أغلبية هشة، وتفتقر إلى الكثير من مقومات التماسك والانسجام، بالانفتاح على الأحزاب الأخرى التي هي في حالة استعداد لأن تعوض، فنحن نعتقد في حزب الأصالة والمعاصرة بأننا لسنا في حاجة لكي نعيد التأكيد مرة أخرى على تشبثه بوضوح خطه السياسي، كما عبر عنه من خلال مواقف أجهزته الوطنية». وعبر القيادي في حزب «الجرار» عن أمل حزبه في أن يتعامل رئيس الحكومة مع هذا المنعطف الحاسم الذي تجتازه البلاد بأقصى درجات المسؤولية، «ونتمنى أن لا تطول هذه الفترة الخاصة بمعالجة الأزمة التي تعاني منها الحكومة، جراء هذا المنطق المتسم بالرغبة في الاستحواذ والاستئثار بالشؤون التي يفترض أن تكون موضوع حوار وطني، وموضوع مقاربة تشاركية».