تقام بالمدينة الحمراء فعاليات النسخة الثانية من مهرجان مراكش للكتاب الإنجليزي، خلال الفترة ما بين 17 و19 يناير الجاري. وبالمناسبة يبرز رئيس المهرجان، الشاعر والروائي، ياسين عدنان، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، دور المهرجان في النهوض بالسياحة الثقافية بالمدينة الحمراء، ومستجدات برمجة هذه الدورة، إلى جانب أهداف ومرامي المهرجان. 1- كيف يسهم مهرجان مراكش للكتاب الإنجليزي في النهوض بالسياحة الثقافية بالمدينة؟ ينعقد هذه السنة مهرجان مراكش للكتاب الإنجليزي في نسخته الثانية، وقد أضحت هذه التظاهرة الثقافية منصة لا محيد عنها في تعزيز السياحة الثقافية، عبر جعل مراكش وجهة ثقافية هامة، وتعزيز السياحة الأدبية والثقافية في المدينة، من خلال جذب الزوار والمشاركين من داخل وخارج المغرب، إلى جانب كونها أصبحت حدثا هاما يساهم في إثراء الساحة الثقافية الأدبية ويساعد على تطوير الحوار بين الأدب العربي والعالمي. ولعل أهم ما يميز هذا المهرجان هو ذلك الدور الهام الذي بات يضطلع به كجسر للتواصل بين الأدباء المغاربة ونظرائهم من العالم الأنجلوساكسوني، مما يعزز الانفتاح على المحيط الثقافي وقيم الحوار. لقد بات المهرجان يحقق الإشعاع الوطني والدولي للمغرب عامة ومدينة مراكش خاصة، وذلك عبر استضافة أدباء يكتبون بلغة "شكسبير" من مختلف قارات العالم، مع التركيز بشكل خاص خلال دورة هذه السنة، على الكتاب المغاربة الذين يوجدون بالمهجر. وتحقيقا لهذه الغاية، لا بد أن أشير هنا إلى أن جمعية المهرجان أبرمت شراكة مع مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، بهدف استقطاب أدباء مغاربة في المهجر للقاء نظرائهم في وطنهم الأم، في أفق أن يتمخض عن مثل هذه اللقاءات خلق شراكات بين الطرفين تتوج بنشر الإصدارات والترويج لها، وكذا تشجيع دور النشر بالمغرب على إصدار الكتب الإنجليزية، بمختلف أصنافها، أو حتى مؤلفات مترجمة. 2- ما هي أهم المستجدات التي جاءت بها برمجة الدورة الثانية من المهرجان؟ أولا لا بد من التذكير بأن المهرجان يقف عند العقبات التي تعترض الكتاب الإنجليزي، سواء الصادر محليا أو المستورد، والتي كانت من بين الدوافع إلى التفكير في هكذا مهرجان "نحتفي فيه بهذا الكتاب، ونترافع من أجله ونناقش ظروف صناعته وتوزيعه ورواجه". وقررت إدارة المهرجان في ما يخص برمجة هذه السنة تخصيص حيز وافر من فعالياته لتسليط الضوء على الشعر المغربي المكتوب بالإنجليزية، وكذا عرض كتب أجنبية تناولت حضارة المملكة المغربية العريقة بشكل عام، ومدينة مراكش بشكل خاص، إلى جانب تنظيم ندوات فكرية وأدبية، ومحاضرات، وحفلات توقيع كتب، وورشات إبداعية ستقام بمتحف دار الباشا وبفضاءات المهرجان الموازية. كما أولت برمجة المهرجان اهتماما بالغا لأدب الطفل في محاولة لتقريب الناشئة من الأدب الإنجليزي. كما تجدر الإشارة إلى أن برمجة هذه الدورة، التي تنظم بشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني ومجلس الجالية المغربية في الخارج ومتحف دار الباشا، ومؤسسة دار بلارج، ومدرسة الأكاديمية البريطانية والمدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش، ستعرف تقديم جائزة وطنية جديدة للكتاب، وهي "جائزة كوستا جولدكس" للكتاب المغربي المكتوب باللغة الإنجليزية التي عادت للكاتبة أم هاني العلوي عن روايتها "البيت في زنقة الفراشات". 3 – هل يمكن القول بأن مهرجان مراكش للكتاب الإنجليزي يندرج في إطار التنافس اللغوي في بلادنا؟ ما يميز هذه الدورة هي أنها تأتي لتواكب التحولات العميقة للمجتمع المغربي في انفتاحه على اللغة الإنجليزية التي باتت حاضرة، إلى جانب اللغة العربية والأمازيغية والفرنسية، ضمن الفسيفساء اللغوي للبلاد. فهذه التظاهرة الثقافية تشكل فرصة فريدة لإغناء الخزانة الوطنية من أحدث الكتب الإنجليزية وخلق نوع من التنافس اللغوي المحمود. ومن هذا المنطلق، سيكون أمام زوار المهرجان فرصة للاطلاع على أحدث الأعمال الأدبية المكتوبة باللغة الإنجليزية، سواء كانت روايات أو كتب غير روائية، مما يعزز الاهتمام بالأدب الإنجليزي بين الجمهور المغربي والعالمي، ويحقق التفاعل بين الكتاب والمثقفين من مختلف أنحاء العالم.