جرت رياح الثقافة بما تشتهيه سفينة القراءة المحملة بمجموعة من الكتب والمراجع والقصص، معلنة بذلك رسوّ “المكتبة الشاطئية” بساحل مدينة الجديدة، من أجل تقديم خدماتها الثقافية وأنشطتها المتنوعة طيلة الأسابيع الثلاثة القادمة، قصد تقريب الكتاب من المصطافين، وتنظيم أنشطة موازية أخرى تروم تحبيب القراءة وترويج الإبداع الأدبي والفكري الوطني والمحلي. المكتبة الشاطئية، التي تم إعطاء انطلاقة خدماتها، عشية أمس الثلاثاء بمدينة الجديدة، عرفت حضور مجموعة من المثقفين والأدباء والروائيين والمفكرين ومتتبعي الشأن الثقافي المغربي، تحت شعار “جائزة المغرب للكتاب: خمسون سنة من تتويج الرواية المغربية”. وغير بعيد عن سفينة القراءة، وتحديدا بساحة نور القمر، أقيم معرض صيفي يضم إصدارات مختلفة تخصّ كُتاب مدينة الجديدة والنواحي، إلى جانب معرض “بورتريهات” للروّاد الذين حازوا جائزة المغرب للكتاب، صنف الرواية، من إنجاز الفنان التشكيلي محمد السالمي، احتفاء بمرور خمسين سنة على إحداث تلك الجائزة. وحرص منظمو التظاهرة الثقافية على افتتاح اليوم الأول بتنظيم لقاء تكريمي للأديبة المغربية خناتة بنونة، بصفتها أول امرأة تتوج بجائزة المغرب للكتاب، وأول امرأة مغربية تكتب الرواية، بحضور مجموعة من الأدباء والنقاد وضيوف الدورة الخامسة للمكتبة الشاطئية بالجديدة. وسطّر القائمون على تنظيم المكتبة الشاطئية مجموعة من الأنشطة، من ضمنها تنظيم لقاء مفتوح مع الناقد سعيد يقطين، رئيس لجنة تحكيم جائزة المغرب للكتاب لموسم 2017 صنف الرواية، حول موضوع “الرواية المغربية: النشأة والتطور”، ولقاءات توقيع جديد مجموعة من كتاب الرواية المغربية المكتوبة باللغة الفرنسية. وبرمج منظمو التظاهرة مجموعة من المواعيد لاستقبال ومشاركة ضيوف من خارج المدينة، أصدروا كتبا جديدة في مجالات أدبية وفكرية. كما تم تسطير لقاءات لمواكبة جديد إصدارات كتاب الجوار في مختلف ضروب الأدب والفكر والفن، مع برمجة لقاءات تقديم وتوقيع إصدارات جديدة في مجال السينما والمسرح والشعر. وأوضح عبد الله السليماني، محافظ المكتبة الوسائطية التاشفيني، أن “المصطافين سيكون لهم موعد استثنائي يجمعهم بثلة من الروائيين المغاربة، الذين ينتمون إلى مدينة الجديدة والنواحي وحازوا على جوائز عربية، ولقاءات أخرى لها ارتباط بآداب الآخر، حيث تبحر سفينة القراءة بروادها نحو مرافئ الآداب العالمية من خلال مترجمين لأعمال أدبية متنوعة بلغات أخرى”. وعن موقع فئة الصغار من التظاهرة الثقافية، أوضح عبد الله السليماني، أن “إدارة المكتبة الشاطئية صاغت برنامجا حافلا بالأنشطة، تتنوع مواده بين عروض الحكي وورشات القراءة والرسم والأعمال اليدوية والتصوير الفوتوغرافي، بهدف استدراج الصغار إلى عالم الكتاب وترغيبهم في المطالعة”. وأشار السليماني إلى أن “المنظمين حرصوا على استهلال النشاط الثقافي بتكريم مجموعة من الشخصيات الأدبية والجمعوية والفاعلين في الميدان الثقافي، وعلى رأسهم الأديبة المغربية خناتة بنونة، التي اختارت إدارة المكتبة الشاطئية أن تجعلها ضيفة شرف الدورة الخامسة من التظاهرة، اعترافا بقيمتها الثقافية الغنية عن التعريف”. يشار إلى أن الدورة الخامسة للمكتبة الشاطئية تأتي بدعم من وزارة الثقافة والاتصال والمكتب الشريف للفوسفاط، وبتنظيم من المكتبة الوسائطية التاشفيني وجمعية “أصدقاء مكتبة التاشفيني” وجمعية “صفحات جديدة”، تحت إشراف مديرية الثقافة بالجديدة ومجلس جماعة الجديدة. هذه التظاهرة نظمت بشراكة مع مديرية الكتاب والمديرية الجهوية للثقافة بجهة الدارالبيضاءسطات وعمالة الجديدة والجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية والمعهد الفرنسي ومكتبة باريس وصالون مازغان للثقافة والفن وفرع رابطة كاتبات المغرب وفندق بولمان ومدارس إحسان.