بعدما رسَتْ سفينة قرائية محمّلة بالكتب والمجلات والمراجع، لمدة شهر كامل، فوق رمال شاطئ "دوفيل" بمدينة الجديدة، أعلن ربابنتها، ليل أمس الأربعاء، عن انتهاء الفترة المخصصة للمبادرة الثقافية، خلال الموسم الصيفي الجاري، على أمل إعادتها في السنة المقبلة. وقُبيل رحيل السفينة القرائية أو ما يسمّيه المنظمون "المكتبة الشاطئية"، احتفل الواقفون وراء المبادرة بتحقق الأهداف الثقافية والتربوية المسطرة سلفا، حيث عملوا على إطلاق نداء لمواصلة القراءة بعد رحيل السفينة عن شاطئ الجديدة، بحضور عدد من الكتاب والأدباء والشعراء والمثقفين. وتلا عبد الله سليماني، مُحافظ الخزانة الوسائطية التاشفيني والمسؤول عن تدبير شؤون المكتبة الشاطئية بالجديدة، مجموعة من الأهداف المرتبطة ب"نداء القراءة"؛ من ضمنها الدعوة إلى تشجيع القراءة في الوسط الأسري والمدرسي ولدى جميع الفئات العمرية خاصة الأطفال واليافعين، وتيسير الولوج إلى الكتاب عبر خلق وتأهيل بنيات القراءة من مكتبات عمومية ومكتبات مدرسية وغيرها. كما دعا النداء إلى العمل على تنشيط المؤسسات الخاصة بالقراءة من مكتبات عمومية ودُور الثقافة ومكتبات مدرسية، والعمل على توسيع دائرة إشعاعها واستقطاب جمهور جديد إليها، ودعم وتطوير ورد الاعتبار لجميع حلقات سلسلة صناعة الكتاب باعتباره مرآة للثقافة المغربية وسفيرا. وعملت إدارة المكتبة الوسائطية التاشفيني ومجموعة من أعضاء جمعية أصدقاء المكتبة ذاتها على تتويج نشاط "المكتبة الشاطئية" الذي أكمل شهرا كاملا بتنظيم لقاء لإعلان "الدعوة إلى القراءة"، من خلال إعطاء الفرصة لعدد من الحاضرين من أجل الحديث عن الكُتب التي طالعوها بالمكتبة الشاطئية قبالة أمواج البحر. وبموازاة حديث القراء عن الكتب والمراجع، عمل عدد من الحاضرين على وضع بصمات رمزية لأيديهم على أوراق بيضاء، تعبيرا منهم عن التزامهم بمواصلة القراءة والمطالعة، وحثّ الآخرين على التصالح مع الكتب والنهل من معينها، وتشجيع الأطفال والشباب على مرافقتها وتوطيد العلاقة بها. ومباشرة بعد انتهاء اللقاء، انتقل الحاضرون إلى قاعة الاجتماعات بأحد فنادق المدينة من أجل حضور حفل اختتام مبادرة "المكتبة الشاطئية"؛ وهي المناسبة التي استغلها المنظمون لتقديم الشكر إلى كل المساهمين في إنجاح التظاهرة الثقافية، وتقديم الإحصائيات المرتبطة بها، طيلة شهر غشت المنصرم. وبلغة الأرقام، أشار عبد الله سليماني، محافظ المكتبة الوسائطية التاشفيني، إلى أن عدد زوار السفينة القرائية ومتصفّحي كتبها بلغ 19730 زائرا، مع احتساب الجمهور الحاضر لمختلف الأنشطة، منذ اليوم الرابع إلى الحادي والثلاثين من شهر غشت، دون حساب المصطافين الذين مرّوا بالقرب من المكتبة الشاطئية وتوقفوا لحظات للاستفسار قبل مواصلة طريقهم. واستغل المنظمون مناسبة اختتام فعاليات المكتبة الشاطئية لتكريم ثلة من الأدباء والمثقفين والقراء الأوفياء، وتوزيع شواهد تقديرية على مدعمي المبادرة القرائية، والمشاركين فيها؛ من ضمنهم طفلة من أبطال مسابقة "تحدي القراءة"، المنظمة بالإمارات العربية المتحدة، وطفل آخر يُعاني من الانطواء، لكنه شغوف بالقراءة والاهتمام بالثقافة العامة. وقال حسن حصاري، رئيس جمعية أصدقاء المكتبة الوسائطية التاشفيني، في تصريح لهسبريس، إن المكتبة الشاطئية، التي تحظى بدعم عدد من المؤسسات أو الخواص أو الكتاب والمثقفين مبادرة ثقافية طموحة، تتوخى تقريب الكتاب من الجميع، خاصة في فصل الصيف. وعبّر حصاري عن أمله في "الارتقاء بتلك المبادرة وتطويرها، ولم لا تعميمها على جميع المدن المغربية الساحلية"، حسب تصريحه.