تروم تشجيع القراءة وتستضيف سعيد عاهد وياسين عدنان ومحمد زيطان الأفكار الجيدة لا تحتاج إلا إلى فسحة خيال كي تمنحها أجنحة. يصدق هذا على المكتبة الشاطئية، التي تحتضنها رمال شاطىء الجديدة منذ أسبوع حيث تمتزج متعة القراءة بفسحة الاستجمام والالتذاذ ببرودة الماء وزرقة البحر في صيف يتقد قيظا. هذه الخطوة الجريئة تقف وراءها جمعية أصدقاء المكتبة الوسائطية التاشفيني، بشراكة مع إدارة المكتبة الوسائطية التاشفيني، وبدعم من وزارة الثقافة وعمالة إقليمالجديدة ومجلس جماعة الجديدة، بإقامة مكتبة شاطئية بالمدينة، وقد اختارت لها شعار "الجديدة تقرأ في العطلة". وقد تم افتتاح المكتبة الشاطئية الخميس الفائت، على الساعة السادسة والنصف، بشاطئ دوفيل وساحة نور القمر، وتستمر في تقديم خدماتها للمصطافين إلى غاية 31 غشت الجاري، إذ تتخذ شكل مركب خشبي يضم رفوفا من الكتب والمجلات توضع رهن إشارة رواد الشاطئ بالمجان. وتروم المكتبة الشاطئية تقريب الكتاب من الجمهور الواسع وترغيبه في فعل القراءة، خاصة في العطلة الصيفية، وذلك عبر تنظيم أنشطة متنوعة تجمع بين التثقيف والمتعة؛ حيث تمت برمجة لقاءات مع كُتاب وأمسيات تجمع بين الشعر والموسيقى، إضافة إلى ليالي الحكي، وورشات تربوية وترفيهية للأطفال. وتتميز المكتبة بأنشطة ثقافية موازية من خلال استضافتها لكتاب ومدعين مثل الكاتب والصحافي سعيد عاهد والشاعر والإعلامي ياسين عدنان حل الشاعر والإعلامي المغربي ياسين عدنان، الذي قدمه روايته الأولى "هوت ماروك" بفندق "بيلما" بشاطئ الحوزية، والكاتب المسرحي محمد زيطان بالإضافة إلى الشاعر سعيد التشافيني والفنان عصام كمال ابن الجديدة وأحد مؤسسي فرقة مازاغان الغنائية.
وتجاور المكتبة الشاطئية بساحة نور القمر قبّة (Dôme)، التي ستحتضن معرضا لصور من ذاكرة مدينة الجديدة، ومعرضا مصغرا للكتب، وجناحا للقراءة للأطفال، وآخر لذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى عرض أشرطة وثائقية من الذاكرة المحلية والوطنية. وتعد هذه هي المرة الثانية، التي تقوم فيها جمعية أصدقاء المكتبة الوسائطية التاشفيني بهذه المبادرة الثقافية، إذ سبق لها أن أقامت صيف 2014 بشاطىء الجديدة مكتبة شاطئية للقراءة العمومية، حيث دخل شريكا معها وقتذاك صالون مازغان للثقافة والفن، وتركزت أنشطتها على الأطفال والنشء من خلال تنظيم العديدمن الأنشطة التكوينية والورشات. وتضم المكتبة مؤلفات من تخصصات متنوعة حيث يمكن للقارىء المتعطش للمعرفة أن يعثر على الزاد المرغوب فيه في شكل قصص بلغات متعددة ولفئات عمرية مختلفة بالإضافة إلى المعاجم والدواوين الشعرية والترجمات، والفكر الإسلامي، والفقه والزجل وكتب الأطفال وسواها من المعارف. وقد صممت المكتبة على شكل مركب طوله سبعة أمتار به إلى جانب رفوف الكتب أروقة للأطفال، ويحمل دلالة الإبحار في عوالم الخيال والتصورات والأفكار. وتندرج هذه المبادرة الرامية إلى تقريب الكتاب من المواطن والمساهمة في الترفيه على الزوار والمصطافين الذين يتوافدون بكثافة على عاصمة منطقة دكالة، في إطار الأنشطة الثقافية والفنية الصيفية.