أرقام رسمية مفزعة عن الأمية بالرحامنة تم الكشف عنها، بداية الأسبوع، خلال يوم دراسي بابن جرير حول محاربة الأمية بالإقليم نفسه، فقد أكد عزيز بوينيان، عامل الرحامنة، بأن كل المؤشرات المتعلقة بنسبة الأمية تبقى مرتفعة بالإقليم، موضحا بأن النسبة العامة للأمية تبلغ 44,5%، أي ما يعادل 105455 شخصا من مجموع سكان الإقليم، البالغ عددهم 311457 نسمة حسب إحصاء 2014، متجاوزا النسبة المسجلة على مستوى جهة مراكشآسفي (37.8%) وعلى المستوى الوطني (32%). وتابع بوينيان، الذي كان يتحدث أمام ممثل رئيس الحكومة، والمدير العام للوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، ومنسق المعهد الوطني للكنفدرالية الألمانية لتعليم الكبار، وضيوف مغاربة وأجانب، بأن هذه المؤشرات السلبية تفرض بذل جهود مضاعفة لتجاوز هذه الوضعية غير المرضية، مشيرا، في هذا الإطار، إلى إنجاز خريطة الطريق الإقليمية لمحو الأمية بالرحامنة، والتي تهدف إلى رفع عدد المستفيدين من محو الأمية إلى 13500 شخص، في كل سنة، عوض الرقم الحالي، الذي قال إنه لا يتجاوز 1500 مستفيدة ومستفيد، وذلك لتخفيض نسبة الأمية إلى 22% في سنة 2022، وأقل من 12% في أفق سنة 2026، وهي الخريطة التي قال إنه يجري إعدادها بشراكة مع كل الفاعلين من سلطات عمومية ومنتخبين ومجتمع مدني والمندوبية الإقليمي للوكالة الوطنية لمحاربة الأمية. وسبق للمندوب الإقليمي للوكالة الوطنية لمحاربة الأمية أن كشف، السنة المنصرمة، عن أرقام أكثر إفزاعا، من قبيل أن الرحامنة تحتل المرتبة الثالثة بين الأقاليم الأكثر معاناة من هذه الظاهرة داخل جهة مراكشآسفي، بعد إقليمي شيشاوة والصويرة، وأن حوالي 62 ألف امرأة بالرحامنة تعاني من الأمية، من أصل 105455 شخصا أميا بها، محتلة بذلك المرتبة ما قبل الأخيرة بالجهة. وأضاف بأن نسبة الأمية تصل إلى 80,90% لدى سكان الإقليم المتجاوزين ل 50 سنة، فيما تبلغ 57,30% لدى الفئة العمرية بين 35 و49 سنة، و44,20% بالنسبة للأشخاص بين 25 و34 سنة، كما تمس فئة الشباب، إذ تصل نسبتها إلى 17,20% في صفوف السكان بين 15 و24 سنة. وتابع المسؤول نفسه، خلال يوم دراسي سابق منظم بمقر عمالة الإقليم، استعدادا لانطلاق الموسم القرائي 2019-2020، من طرف الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية وعمالة الرحامنة، تحت شعار «محاربة الأمية رافعة لكل تنمية»، بأن نسبة الأمية بين النساء بالرحامنة تصل إلى 54.2%، فيما تبلغ 35,3% لدى الذكور، وتختلف النسب، أيضا، حسب وسط الإقامة، إذ تصل إلى 52,8% في الوسط القروي، و28,1% في صفوف السكان الحضريين. ومن أصل 25 جماعة ترابية بالإقليم، تتجاوز نسبة الأمية 52 في المائة في 14 جماعة قروية، بل إن أربعا منها ترتفع فيها إلى أكثر من 60 في المائة، خاصة جماعة «سيدي غانم» التي تصل فيها إلى 68 في المائة، وجماعتي «سيدي منصور» و»آيت الطالب» اللتين تبلغ فيهما 63 في المائة، و»سكورة الحدرة» التي تصل فيها النسبة إلى 61 في المائة، بينما تبلغ في مدينة ابن جرير، عاصمة الإقليم، 28 في المائة، و33 في المائة في سيدي بوعثمان، الجماعة الحضرية الثانية بالإقليم. وأكد بأن الإقليم لا يواكب الجهود المبذولة في الجهة على مستوى الاستفادة من برامج محاربة الأمية، لافتا إلى أنه يحتل المرتبة الأخيرة بين الأقاليم والعمالات الثماني بالجهة، من حيث عدد الأشخاص المستفيدين من هذه البرامج، والذين لم يتجاوز عددهم 11319 شخصا، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، أي بمعدل يقل عن 4000 مستفيد سنويا، حيث وصل عددهم إلى 3967 شخصا، خلال الموسم القرائي 20152016، وارتفع إلى 4571 شخصا، خلال الموسم الموالي، قبل أن يتراجع العدد إلى 2781 مستفيدا، خلال موسم 20172018. هذا، وقد تحدث عامل الرحامنة، قبل كشفه عن الأرقام الصادمة المذكورة، خلال الندوة الملتئمة، أول أمس، بمناسبة اليوم الوطني لمحاربة الأمية، الذي يصادف 13 أكتوبر من كل سنة، ويتم تنظيمه هذه السنة تحت شعار «محاربة الأمية مسؤولية جماعية»، (تحدث) عمّا اعتبره «نتائج مرضية» في مجال محاربة الأمية في المغرب، خلال السنوات الأخيرة، بفضل ما سمّاه ب»التعبئة المسؤولة والاسترايحيات المعتمدة في هذا الموضوع»، والتي قال إنها «تعكس إرادة حقيقية للمغرب في تحقيق الأهداف المنشودة والمتمثلة في تخفيض نسبة الأمية إلى أقل من 20% في سنة 2021 وأقل من 10% في سنة 2026»، وهو ما خلص إلى أنه يبقى رهينا بتكثيف الجهود في مجال محو الأمية، خاصة في صفوف النساء والشباب والساكنة القروية.