أصبحت “طبخة” المؤتمر الثالث عشر للشبيبة الاستقلالية جاهزة حتى قبل افتتاح المؤتمر الجمعة المقبل في بوزنيقة. الكاتب العام للشبيبة معروف مسبقا، فهو عثمان الطرمونية المرشح الوحيد، الموالي لتيار ولد الرشيد، فيما تجري التوافقات على قدم وساق لضمان حضور كل التيارات داخل المكتب التنفيذي لإحدى أعرق المنظمات الشبابية المغربية وتفادي كل ما من شأنه أن يفجر المؤتمر. يقول مصدر من الشبيبة “كل شيء تم الاتفاق عليه سلفا، والمؤتمر سيكون احتفاليا بحضور قيادات الحزب”. إذ تم التوافق على حضور مختلف تيارات الحزب في المكتب التنفيذي، بما في ذلك تيار عبدالقادر الكيحل، ولهذا لم يترشح لا أنصار الأخير، الموالي سابقا لحميد شباط، ولا عبدالمجيد الفاسي، المقرب عائليا وسياسيا من الأمين العام نزار بركة، ولا حتى عمر العباسي الرئيس الحالي للشبيبة، الذي أمضى خمس سنوات على رأس المنظمة، وكان بإمكانه الترشح لولاية أخرى. المرشح الوحيد الذي أعلنت عنه رسميا جريدة “العلم”، الناطقة باسم حزب الاستقلال، حين نشرت، أول أمس، بلاغا للجنة التحضيرية للمؤتمر يعلن أنها توصلت إلى حدود مساء يوم السبت 12 أكتوبر، وهو آخر أجل لإيداع الترشيحات، هو طلب “ترشيح وحيد من الأخ عثمان الطرمونية”. فمن يكون الرئيس الجديد المنتظر؟ الطرمونية، شخصية غير بارزة في الحزب التحق بالمكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية في عهد حميد شباط سنة 2014، وهو عضو اللجنة المركزية للحزب. لعب والده مبارك الطرمونية، البرلماني السابق عن منطقة دكالة، ورجل الأعمال دورا كبيرا في بروز اسمه ابنه، وانخراطه في حزب الاستقلال، وخوضه الانتخابات الجهوية في الدارالبيضاء ليصبح نائب رئيس الجهة. ويروج داخل حزب الاستقلال أن تحالف الطرمونية وولد الرشيد يتجاوز الاعتبارات السياسية، إلى الشراكة في بعض المشاريع الاقتصادية، ما يفسر دعم ولد الرشيد لترشيحه. مصادر من الحزب، كشفت ل”أخبار اليوم”، أن “طبخة” المؤتمر أشرف عليها محمد ولد الرشيد، المسؤول عن منظمات وروابط الحزب، وهو ابن حمدي ولد الرشيد الرجل القوي في الحزب الذي قاد ومول مؤتمر الإطاحة بحميد شباط الأمين العام السابق. وتولى محمد ولد الرشيد عقد لقاءات مع مختلف تيارات الشبيبة، من أجل التوصل إلى توافق، يقود الطرمونية إلى قيادة المنظمة. ولم يتمكن نزار بركة من دعم عبدالمجيد الفاسي، رغم تجربته كبرلماني ورئيس الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي. وتشير مصادر استقلالية إلى أن مسألة التوافق على رئيس المنظمة، كمرشح وحيد، جرى العمل به مسبقا في مؤتمرات سابقة، سواء خلال ترشيح عبد لله البقالي أو عمر العباسي، لكن لم يسبق الإعلان عن المرشح الوحيد مسبقا، ما يفسر أن حزب الاستقلال يخشى تجريب التنافس السياسي لما له من تداعيات على الحزب، خاصة بعدما عرفت اللجنة التحضيرية للمؤتمر صراعات أدت إلى توقفها بسبب شعور البعض بأن هناك رغبةً في إبعادها. وتشير المصادر إلى أن محطة المؤتمر تؤشر على الدور المتزايد الذي يلعبه تيار ولد الرشيد داخل حزب الاستقلال.