بعد الإعلان عن نتائج رئاسيات تونس، وجه رئيس الحكومة السابق عبد الإله ابن كيران، رسالة إلى التونسيين بمختلف اتجاهاتهم، داعيا إياهم إلى التعاون مع الرئيس المنتخب قيس سعيد، ومطالبا الغرب بالتفاعل إيجابيا مع التجربة التونسية، التي وصفها بأنها “نموذجية”. وأشاد ابن كيران في حديث خاص مع موقع “عربي 24″، بنتائج الانتخابات الرئاسية في تونس، واعتبرها انتصارا لإرادة الشعوب ونموذجا عمليا على قدرة العرب والمسلمين على خلق نموذجهم الديمقراطي، الذي لا يتعارض مع خصوصياتهم الثقافية والدينية، مضيفا أن “الشعب التونسي حكم حكما نهائيا على المرحلة الماضية وطواها وأكد أنه شعب حديث وعصري وراق ومتمسك بهويته العربية والإسلامية، لأنه اختار شخصا بهذه الخصوصيات وهذه الأسس الثقافية والدينية التي يتميز بها الشعب التونسي”. ويرى ابن كيران أن الشعب التونسي “أثبت أنه يحب المتواضعين معه والصادقين القريبين منه، كان قيس سعيد رجلا متواضعا ولم تكن له حملة انتخابية كبيرة، بل أغلبها قام به متطوعون ولم يطرح مشاريع خيالية، هذا كله طمأنني على شعب تونس”، مشيرا إلى أن “تونس اليوم في مقدمة الأمة العربية والإسلامية على مستوى الحريات والديمقراطية”. ولفت بنكيران الانتباه إلى أن “البعد العربي والإسلامي في خطاب الرئيس التونسي المنتخب كان واضحا منذ البداية، وإشارته إلى فلسطين تفيد أنه رجل ملتزم بقضايا أمته”، وقال إن “هذا رجل من الحجم الكبير وسيعطي لتونس ألقا كبيرا وسيعطي صورة جديدة للرئيس التونسي الحداثي المتمسك أيضا بأصالته”. ودعا بنكيران الطبقة السياسية التونسية بمختلف مكوناتها إلى التعاطي إيجابيا مع الرئيس المنتخب، وقال: “كل أملي أن كل الطيف السياسي التونسي يتعاون مع الرئيس قيس سعيد بالطريقة التي يكون فيها الرئيس والحكومة والبرلمان مجموعة منسجمة لخدمة البلاد، والأهم من ذلك لنجاح هذه التجربة لكي يعرف العالم أننا لسنا مخيرين فقط بين جهات ترهب الشعوب وفئات ترهب المؤسسات، وإنما كذلك نملك نموذجا مكونا من طيف تونسي من الإسلاميين والوطنيين واليساريين ورئيس محترم، وأن اجتماعنا ممكن”. يشار إلى أن قيس السعيد كان قد تأهل إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية لتونس، وهو الدور الذي وجه فيه نبيل القروي مرشح قلب تونس، والذي لم يحصل سوى على حوالي 23 في المائة من أصوات الناخبين التونسيين.