لم يصمد قرار العربي المحارشي القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، تجميد أنشطته بالحزب، سوى أسبوعا واحداً، قبل أن يعود دون أي إعلان مسبق، إلى المشاركة في نشاطات حليفه، حكيم بنشماش الأمين العام للحزب. فقد ظهر المحارشي اليوم الخميس، في نشاط تواصلي عقده بنشماش بمدينة العيون، حيث قدم تعازيه لبرلماني من حزب فقد أحد أفراد عائلته مؤخرا. ويعتبر المحارشي الذراع الرئيسي في الحرب التي يخوضها بنشماش على معارضيه في تيار “المستقبل”، لكن إعلانه تجميد أنشطته الأسبوع الفائت، تسبب في ارتباك كبير بصفوف الموالين للأمين العام. المحارشي قال إن قراره ذلك كان بسبب “المستوى الذي وصله الحزب” تحت وطأة ظروف الصراع، لكنه لم يوضح لاحقا ما إن كانت هذه الظروف قد تغيرت وجعلته يعود عن قراره. ولم يجب المحارشي على اتصالات “اليوم 24” به. والتقى بنشماش بحليفه المحارشي في مناسبتين على الأقل بعد إعلانه قرار تجميد أنشطته في الحزب، ولم تتسرب معلومات كثيرة عن فحوى تلك اللقاءات، لكن بعض المصادر تشير إلى أن بنشماش وافق رأي المحارشي بخصوص الموقف من تيار “المستقبل”، وعدم المصالحة مع شخصياته، أو القبول بشروطهم لتنفيذ صلح ينهي خلافات استمرت نصف عام حتى الآن. بيد أن مصادر أخرى تشير إلى أن المحارشي “غير الكثير في طريقته لرؤية بعض الأمور” في الخلاف الجاري، خلال الأسبوع الذي قضاه منعزلا عن الحزب. وسيشارك المحارشي في الاجتماع المشترك للمكتبين السياسي والفيدرالي يوم الأحد المقبل. ويعتقد أن الاجتماع المشترك بين المكتبين الفيدرالي والسياسي سيخلص إلى المصادقة على قرارات جديدة في مواجهة تيار “المستقبل” الذي أعلن مجددا عن عقد مؤتمر في شهر دجنبر، وفي الغالب سيحدد موعد لدورة المجلس الوطني للحزب، وهي دورة إن سار بنشماش على هذا المنوال، ستؤدي إلى تعويض رئيسة برلمان الحزب الحالية، فاطمة الزهراء المنصوري، باسم آخر. لكن يستبعد أن يخرج الاجتماع بقرارات ذات طبيعة تأديبية. ومع ذلك، فإن الأمين العام للحزب مستمر في زجر مخالفيه، وقد بعث قبل يومين بقرار جديد يهم تجميد عضوية واحد من شخصيات تيار “المستقبل” واسمه جمال هاشم، وكان عضوا بالمكتب الفيدرالي. وفي سياق الترتيبات الجارية في جناح بنشماش، ستعقد اللجنة التحضيرية التي شكلها الأمين العام ووضع على رأسها أحمد التوهامي، اجتماعا أيضا، لكن من غير المحتمل أن يحدد في هذا الاجتماع تاريخ لعقد مؤتمر. وأطلق بنشماش هذا الأسبوع دعوة جديدة لحوار داخلي، لكن خصومه رفضوها في الحين بسبب طبيعة شروطها المسبقة، وأيضا بسبب موقف المكتب السياسي من مبادرة المصالحة الأولى التي أطلقتها فاطمة الزهراء المنصوري.