بعد ستة أشهر من مقاطعة الدروس النظرية والتطبيقية، عاد طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، صباح اليوم الجمعة، لأول مرة إلى كلياتهم، لاجتياز امتحانات الدورة الاستدراكية، استجابة لدعوة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، عقب توقيع محضر اتفاق معهم. وقال إلياس الخطيب، عضو تنسيقية طلبة الطب في حديثه ل”اليوم 24″، إن الطلبة عادوا، صباح اليوم، بشكل طبيعي إلى كليات الطب السبعة، لاجتياز امتحاناتهم، دون تسجيل أي ارتباك في العودة. وعلى الرغم من أن الطلبة عادوا، اليوم، إلى فصولهم الدراسية، إلا أن تدارك ما فاتهم قد يؤثر على سنتهم الدراسية الحالية، إذ إنهم يجتازون، اليوم، امتحانات الدورة الاستدراكية للدورة الأولى، وينتظر أن يجتازوا، في 7 من شهر أكتوبر المقبل، امتحانات الدورة الاستدراكية للدورة الثانية، وتم تحديد موعد، فاتح شهر نونبر المقبل، موعدا لاجتياز الدورة الاستثنائية للدورة الأولى، بالنسبة إلى طلبة الطب والصيدلة. وحسب المصدر ذاته، فإن مذكرة للوزارة جرى تعميمها على كافة كليات الطب والصيدلة، قبيل عودة الطلبة، اليوم، من أجل جدولة زمنية وطنية موحدة لأجرأة الاتفاقات، التي تم تضمينها في محضر اتفاق الحكومة مع الطلبة. وفي سياق متصل، قال الطلبة إن أغلب الإشكالات العالقة تم حلها، ومنها إشكالية تعثر إعادة تسجيل الطلبة في الأحياء الجامعية، إلا أن الاستمرار في توقيف أحد الأستاذ في كلية الطب محمد ألحوس، بسبب دعمه لاحتجاجات الطلبة. وأنهى توقيع الاتفاق، نهاية شهر غشت، مع ممثلي كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان، أزمة استمرت لشهور، وكادت أن تتسبب في سنة بيضاء. وينص الاتفاق على رفع المقاطعة ابتداء من تاريخ توقيع الاتفاق، ونصّ محضره على "وضع برنامج استدراكي للامتحانات بإشراك مجالس الكليات، ومكاتب ومجالس الطلبة، بشكل يضمن تنظيم حصص للدعم مع تخصيص مرحلة للإعداد، خلال الأسبوعين الأولين من شهر شتنبر 2019". محضر الاتفاق ذاته، نص على أن يتم اجتياز الدورة الاستدراكية لامتحانات الأسدس الأول، واجتياز الدورة الاستدراكية لامتحانات الأسدس الثاني، ودورة استثنائية، أيضا. واتفقت الأطراف على برمجة الدخول الجامعي المقبل، بعد استيفاء امتحانات الدورة الاستثنائية، وتأجيل المباريات الداخلية لسنة 2019، إلى الأسبوع الأول من يناير 2020، وكذا تأجيل مباراة الإقامة لسنة 2019، إلى يناير 2020. وتلتزم وزارة الصحة، بالرفع من مناصب التوظيف العمومي المخصصة للحاصلين على دبلوم دكتور في الصيدلة ابتداء من السنة الجامعية المقبلة، والرفع من عدد مناصب مباراة الإقامة على مدى خمس سنوات للشعب الثلاث، على أساس عدد المقاعد المفتوحة، خلال مباراة الإقامة لسنة 2019، وذلك ابتداء من مباراة الإقامة لسنة 2020، بحيث تتم زيادة 100 منصب في كل سنة. كما ستتم زيادة 50 منصبا في كل سنة على الصعيد الوطني مقارنة مع عدد مناصب مباراة الإقامة للسنة الجامعية السابقة، فيما يخص مباراة الإقامة غير التعاقدية، بالإضافة إلى الالتزام بالحفاظ على نفس عدد المقاعد على الأقل، أو الزيادة فيه على الصعيد الوطني ابتداء من مباراة الإقامة لسنة 2025. بنود الاتفاق تنص، أيضا، على حذف الشق المتعلق بمعدل النقاط المحصل عليها خلال سنوات التكوين من مكونات اختبارات المباراة، بالإضافة إلى الالتزام باستفادة طلبة الصيدلة من منحة التعويض عن المهام في السنة الخامسة من التكوين. وكانت الحكومة قد قررت، بداية الشهر الماضي، تشكيل لجنة تحت إشراف رئيس الحكومة سعد الدين لعثماني، لإعداد تصور شامل لمنظومة التدريب والتكوين الطبي، بهدف وضع حد لأزمة طلبة الطب. وتكلفت اللجنة ب"إعداد تصور إلصلاح شامل، وحقيقي لمنظومة التدريب والتكوين الطبي، بجميع تخصصاتها، بارتباط الإصلاح مع متطلبات، واحتياجات الصحة الوطنية". وشدد الخلفي، آنذاك، على أنه حرصا على ضرورة استكمال المجال التكويني للطلبة، ولتمكينهم من الإعداد الجيد للامتحانات، تقرر دعوة مجالس الكليات إلى برمجة دروس استدراكية، والأشغال التطبيقية، والتوجيهية، على أساس أن تكون الامتحانات، في شهر شتنبر المقبل.