قضت محكمة مدينة "روشفورت" جنوب غرب فرنسا، بحق ديك في ممارسة حقه الطبيعي في الصياح، والغناء كل صباح، رافضة بذلك دعوى قضائية مثيرة للجدل، تقدم بها جيران منزعجون من صياحه، بحجة أنه يزعجهم، ويوقظهم من النوم باكرا. ووفقا لما أورده موقع “الدولية”، فإن الديك "موريس" قد وجد نفسه عالقا في دعوى قضائية مثيرة للجدل، حينما شرعت محكمة فرنسية، شهر يوليوز الماضي في محاكمته، بتهمة إزعاج الجيران، بسبب صياحه المتكرر في ساعات الصباح الأولى، وهي القضية، التي شغلت الفرنسيين، وأصبحت محط اهتمام الكثير من وسائل الإعلام المختلفة من داخل، وخارج فرنسا. وتعود حيثيات القضية إلى العام 2017، حينما اشترت عائلة باريسية متقاعدة بيتا ريفيا في قرية على سواحل المحيط الأطلسي جنوب غرف فرنسا هرباً من الضوضاء، حيث وجدت الديك "موريس" في انتظارها، معكرا عليها صفو الاستمتاع بالهدوء، وجاء النظر في هذه القضية، عقب شكوى، تقدم بها زوجان متقاعدان في جزيرة "أوليرون" جنوب غرب فرنسا، واللذين اعتبرا إن الديك "المزعج" يصدر أصواتاً غير عادية كل يوم في الساعة السادسة والنصف صباحاً، وهو ما يزعجهما في منزلهما. وقالت العائلة المشتكية إنها قررت اللجوء إلى القضاء ضد مالكة الديك، بعدما استنفذت جميع المحاولات لإقناعها بالتخلص منه أو إبعاده،و كتبت في الدعوى القضائية التي سجلتها أمام المحكمة أن المعني بالأمر (الديك) " يستقيظ صباحاً في الرابعة والنصف ويبدأ بالصراخ و الصياح الذي يستمر إلى فترة ما بعد الظهر ما يحرم العائلة من الاستمتاع بالهدوء، والصمت في المكان الطبيعي الهادئ". وبعد شهرين من المرافعات بين المحامين، وفشل جميع مساعي الصلح بين العائلتين الجارتين، قضت المحكمة برفض الدعوى المقدمة، وتغريم أصحابها مبلغ 1000 أورو، مع تحميلهم مصاريف القضية، ومنح الديك البالغ من العمر أربعة أعوام الحق في مواصلة صياحه، وغنائه كما يريد. وحاز الديك “موريس”، طوال فترات فصول المحاكمة، تضامنا منقطع النظير، ضمن حملة شارك فيها مشاهير، وشخصيات سياسية، وبيئية، وجمعيات مدافعة عن حقوق الحيوان من داخل فرنسا، وخارجها، وأبرزت الصراع المستمر في فرنسا منذ عقود بين سكان المدن الذين يشترون منازل في الريف من دون أن يكونوا مستعدين للتعايش مع الظروف الخارجية المرتبطة بالعيش خارج المدن، مثل الضوضاء، والروائح، أو الحيوانات، والحشرات، والمزارع، وأصوات الحيوانات، في مقدمتها صياح الديوك في الصباح الباكر. وبعد قرار المحكمة سيواصل الديك “موريس” صياحه الصباحي كما يريد و في أول رد فعل لها، قالت مالكة الديك، معلقة على الحكم القضائي: "أنا فعلا عاجزة عن الكلام، لقد أرادوا مصادرة صوته، وحقه في التعبير، وفشلوا، هذا الحكم القضائي ليس انتصارا للديك “موريس” وحده، بل إنه انتصار لكل الناس الذين يجدون أنفسهم في مثل هذا الموقف، انتصار للحياة الريفية، بدءا من اليوم ستحظى جميع الحيوانات بالحماية القضائية، الضفادع، والديكة، والأبقار، والأغنام، والحشرات، وحتى الأجراس، في إشارة إلى مشاحنات تشهدها بعض المدن، والقرى ذات الصلة بالضوضاء، وعدت تحمل حياة الريف”. ودخل سياسيون فرنسيون بارزون على خط القضية، مرحبين بحكم المحكمة، ومعبرين عن سعادتهم، وارتياحهم لقرارها، وكتب “نيكولا دوبون إينيون”، رئيس حزب "انهضي يا فرنسا" على صفحته الرسمية على “تويتر”، قائلا " سعيد لحكم المحكمة هذا الصباح، وأن العدل أعطى الديك موريتوس في جزيرة أوليرون الحق في مواصلة الغناء.. هذا القرار لا يمثل أي إهانة للريفيين الجدد في المناطق الريفية، عليهم الذهاب لطهي بيضة و تقبل الأمر الواقع".