بينما يشعر قادة تيار “المستقبل” بأن معركتهم ضد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، حكيم بنشماش، قد حُسمت لصالحهم، بدأت تتضح ملامح سباق مواز يجري بين كوادره، حاليا، حول من سيخلف بنشماش في منصب الأمانة العامة للحزب. وعلى الرغم من أن عبداللطيف وهبي، وهو عضو في المكتب السياسي للحزب، وأحد الوجوه البارزة في التيار المناهض لبنشماش، سبق أن عبر عن نيته في الترشح لقيادة الحزب في المؤتمر المقرر عقده، في نهاية الشهر الجاري، إلا أن قادة التيار على ما يبدو، غير متحمسين لترشيحه. وبدلا من ذلك، لدى قادة التيار “بروفايل” جديد يسعون إلى إثبات جدارته في قيادة الحزب، اسمه هشام الصغير، وهو رجل أعمال من وجدة بالكاد يصل عمره إلى 40 سنة. قيادي في تيار “المستقبل” قال ل”اليوم 24″، إنهم سعوا إلى إقناع الصغير بقدرته على أن يشكل قائدا جيدا في المرحلة المقبلة، وبأن الترتيبات جارية لجعل هذه المسألة رسمية. ولم يحصل “اليوم 24” على أي تعليق من الصغير بخصوص نوايا الترشح، لكن قياديين بارزين في التيار المناهض لبنشماش يقولون إن الرجل، الذي يجب أن يقود الحزب مستقبلا ينبغي أن يدير دفة السلم في “البام” في مرحلة ما بعد المؤتمر”، وهذه خاصية وفقا لتحليل بعض قادة تيار “المستقبل”، من الصعب العثور عليها بين شخصيات في التيار حاربت بشدة في مرحلة الإطاحة ببنشماش، و”أيديها ملطخة بدماء الحرب، كما يقال، وقد تخلق تزكيتها لقيادة الحزب مشكلة خلال عملية إعادة رص الصفوف”. ويطرح ترشيح الصغير مشكلة لدى وهبي نفسه، لاسيما أن جناحا رئيسا في التيار يرى بأن قيادة وهبي “قد تغذي انقسامات جانبية” في الحزب مستقبلا، أو بأن ترشحه قد لا ينظر إليه باطمئنان من بعض الدوائر، سواء داخل الحزب، أو خارجه بسبب بعض التفسيرات، أو التأويلات، التي قُدمت لتوجهاته السياسية أو لآرائه. والسباق على منصب الأمانة العامة، وإن كان من دون إعلانات رسمية من لدن المعنيين، فإن توافقات على الجانب بخصوصه قد شرعت في الظهور. فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب، وهي إحدى الشخصيات الأكثر عدائية إزاء بنشماش، وأسلوبه في قيادة الحزب، كانت لديها، كذلك، الرغبة في هذا المنصب، لكن يبدو بحسب مصادر مقربة منها أن “حماستها قد فترت نحو ذلك”. وقال مصدر على اطلاع، إن المنصوري “يهمها أن يذهب بنشماش إلى حال سبيله، ولم تعد تفكر في ما إن كان يجب عليها أن تحاول الحصول على منصبه”. وفي ذلك، يتشابه المهدي بنسعيد مع المنصوري، فهذا الشاب، الذي فكر قادة تيار “المستقبل” مليا في ترشيحه لقيادة الحزب، تكونت، لاحقا، قناعة جديدة بخصوصه، تشدد على أنه “يحتاج إلى وقت أطول لاختبار مقدرته على القيادة السياسية”. وتغذى سباق الأمانة العامة تحت مشاعر الانتصار في لقاء طنجة، وتيار “المستقبل” يرى بأن “نصرا مبكرا” قد حدث هناك، وفقا لعبارة سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع للحزب، هذه الشخصية، التي تقود معركة كبيرة ضد بنشماش، وتياره، الذي يبدو غير قادر على الوقوف في مواجهة على الأرض.
كودار لديه موعد في المحكمة الابتدائية في الرباط، الأسبوع المقبل، حيث تقدم بدعوى قضائية ضد أمينه العام عقب طرده من الحزب في سياق الخلافات الجارية، وقبلها سيقف الطرفان، كذلك، وجها لوجه أمام المحكمة نفسها في جلسة مخصصة لمناقشة الدعوى، التي تقدم بها بنشماش ضده، محاولا الحصول على حكم ببطلان انتخابه رئيسا للجنة التحضيرية، وإيقاف عقد المؤتمر في نهاية شتنبر الجاري.