دخل الصراع بين الأطراف المتناقضة داخل حزب الأصالة والمعاصرة منعطفا جديدا، إثر استعداد اللجنة التحضيريةالتي يرأسها سمير كودار الموالي لتيار البرلماني عبد اللطيف وهبي، لعقد لقاء تواصلي كبير بجهة طنجة، اليومالسبت 31 غشت، بعد عقد لقاءات سابقة في جهات سوس ومراكش وبني ملال. واندلعت حرب البلاغات بينالطرفين، فمن جهة، حمل حكيم بنشماش المسؤولية لوزارة الداخلية إذا تم الترخيص لهذا اللقاء، لأنه لا يعترف بشرعيةاللجنة التحضيرية التي يرأسها كودار، الذي تم طرده من الحزب، في حين رد التيار المعارض لبنشماش ببيان وقعهكل من رئيسة المجلس الوطني، فاطمة الزهراء المنصوري ورئيس اللجنة التحضيرية كودار، والأمين الجهوي لجهةالحسيمة تطوان اللطيف عبدالغلبزوري، أعلن رفض إدخال وزارة الداخلية في صراع حزبي، وشجبوا من خلاله«إصرار الأمين العام لعرقلة اللقاءات التي تنظمها اللجنة التحضيرية الشرعية»، مؤكدين أن تلك المحاولات «لن تنجحفي ثني مناضلات ومناضلي الحزب عن حضور مثل تلك اللقاءات». وعبر الموقعون عن أسفهم لكون الأمين العام «لم يستخلص العبر من قرار محكمة أكادير، ولازال يناور للطعن فيشرعية اللجنة التحضيرية»، علما أن إدارية أكادير سبق أن رفضت طلبا لبنشماش بمنع عقد اجتماع اللجنةالتحضيرية لأنه لم يدل بما يفيد اتخاذ قرارات تأديبية في حق رئيس اللجنة التحضيرية. وشدد الموقعون على أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع، «شكلت وفق منطوق القانون الأساسي والنظامالداخلي، وبالتالي، فإن شرعيتها القانونية والتنظيمية، غير قابلة للنقاش»، وهي مستمرة في عملها المتواصلللتحضير للمؤتمر الوطني الرابع المقرر أيام 27 و28 و29 شتنبر 2019. وينتظر أن يعقد اللقاء التواصل في قاعة «بوكماخ»، التابعة لوزارة الثقافة في طنجة، وعلمت «أخبار اليوم»، أنالأمين الجهوي عبداللطيف الغلبزوري، تمكن من الحصول على ترخيص لاستغلال القاعة العمومية، رغم أن بنشماشحمّل المسؤولية لوزارة الداخلية في الترخيص بعقد لقاء غير شرعي حسب قوله. وأكد العربي المحرشي، عضو المكتبالسياسي، ل»أخبار اليوم» أن منشور وزارة الداخلية حول استغلال القاعات العمومية ينص على أن التراخيصمحليا يطلبها الكاتب المحلي، وجهويا يطلبها المسؤول الجهوي، ووطنيا يطلبها الأمين العام للحزب، وفِي حالةلقاء طنجة، يتبين أن الأمين الجهوي له الصفة لطلب الترخيص. وكشف المحرشي أن عبداللطيف الغلبزوري «ارتكبخطأ جسيما»، وأن المجلس الفدرالي سيجتمع ليقرر طرده من الحزب. ويأتي ذلك في وقت يشتد الانقسام داخلالبام منذ استقالة إلياس العمري من قيادته في غشت 2017، بعد فشله في الحصول على الرتبة الأولى فيانتخابات 2016، وتولي بنشماش قيادة الحزب، لكن تدبيره لم يكن محل رضا عدد من قيادات الحزب، ما أدى إلىاندلاع معركة للسيطرة على الحزب، بين توجهين: الأول يمثله تيار وهبي وفاطمة الزهراء المنصوري، الذي يدعم اللجنةالتحضيرية للمؤتمر الرابع، والتي يرأسها كودار، وتوجه يقوده الأمين العام بنشماش، الذي شكل لجنة تحضيريةيرأسها أحمد التهامي. وهي معركة وصلت إلى القضاء ولازالت تفاعلاته مستمرة. من جهتها، قالت فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب، إن لقاء طنجة «قانوني، وأشرف عليهالأمين الجهوي للحزب بالشمال وحصل على الترخيص القانوني»، مستغربة موقف الأمين العام، حكيم بنشماس،الذي حاول دفع وزارة الداخلية لمنعه. وأكدت أن الأمين العام لازال يحضا بالشرعية لكن قرارته «غير شرعية»، معتبرةأن اللجنة التحضيرية التي شكلها لم يصادق عليها المجلس الوطني وبالتالي فهي «غير قانونية». وحول طبيعة لقاءطنجة قالت إنه لقاء تواصلي عادي يأتي في سياق ترتيبات عقد مؤتمر نهاية شتنبر.