خلفت تصريحات نُسبت إلى وزير الوظيفة العمومية، محمد بنعبد القادر، حول اللغة العربية، ردود فعل قوية منتقدة له، لكن مصادر مقربة من الوزير كشفت ل”أخبار اليوم”، أن هذه التصريحات تم تحريفها. ونقلت مواقع إلكترونية عن بنعبدالقادر قوله في ندوة نظمتها “أكاديمية تمكين” بتطوان في نسختها الثالثة تحت شعار: “الإدماج الاجتماعي للشباب آفاق جديدة”، أن الوزير صرح أن اللغة العربية، هي “لغة ميتة ولم يتم تحديثها منذ 14 قرنا، ولا يمكننا اليوم، استعمالها في تدريس المواد العلمية”. وتعرض بنعبدالقادر لهجوم من إسلاميين ويساريين، اتهموه بالاستهانة باللغة العربية والتقليل من شأنها. فما حقيقة تصريحات الوزير؟ حسب مصدر مقرب من الوزير حضر اللقاء، فإنه طرح سؤال على الوزير من طرف أحد الطلبة حول الجدل الذي تعرفه لغة تدريس العلوم، فرد بأن مشكلة اللغة العربية هي أن “مناهج تدريسها لم تتطور”، معتبرا أنها مناهج شبيهة بمناهج تدريس اللغات الميتة، مثل اليونانية القديمة، واللاتينية، لأن من يدرسون اللغات القديمة يحتاجون إلى قراءة نصوصها القديمة وليس للتواصل بها. أما اللغة العربية، فلم يقل إنها لغة ميتة، إنما هي “لغة حية” يتم تدريسها بمناهج قديمة، وأضاف المصدر أن تدريس اللغة العربية من خلال التركيز على الإعراب والنحو، يجعل التلميذ غير متملك للغة كأداة للتواصل، والدليل هو أن “كثيرا من التلاميذ يدرسون النحو والإعراب، ولكنهم لا يتقنون التحدث باللغة العربية”، ولهذا دعا إلى تطوير مناهج تدريس العربية، مثل اللغة الإنجليزية التي تركز على التواصل أكثر من القواعد.. ومن أمثلة ذلك، استعمال التواصل والمسرح في تدريس العربية. وأشار المصدر إلى أن تدريس العربية في المدرسة أصبح يتم بالدارجة، وليس باللغة العربية، ولهذا شدد على تطوير مناهج تدريس العربية، نافيا أن يكون الوزير صرح بأن العربية لغة ميتة، إنما دعا إلى تطوير مناهج تدريسها. كما تحدث الوزير عن أن العربية هي اللغة الوحيدة التي لم تتغير قواعدها النحوية منذ 14 قرنا، مشيرا إلى أن النقاش الذي أثاره كان “بيداغوجيا وليس إيديولوجيا”. وأشار المصدر إلى أن الوزير اعتبر أن العربية تطورت خارج المدرسة، في الإعلام والأدب، داعيا إلى تطوير مناهج تدريسها.