كشف مشاركون في لقاء مغلق بتطوان، ألقى فيه الوزير المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية محمد بن عبد القادر كلمة، أن الوزير “هاجم اللغة العربية بشكل صادم ومبالغ فيه” وفق وصفهم، مستغربين ما تم تداوله بخصوص نفي الوزير لوصفه العربية ب”اللغة الميتة التي لم تعد صالحة للعلوم”. وأوضح 3 مشاركين في أكاديمية “تمكين” خلال حفلها الافتتاحي الذي أقيم يوم السبت الماضي بفندق “بريستيج” بتطوان، أن الوزير بن عبد القادر وصف فعلا اللغة العربية ب”الميتة” في حديث سياقه عن لغة التدريس وليس مناهج التدريس، معتبرين أن “تكذيبه- إن صح- ماهو إلا محاولة للتغطية عن زلته بعد الانتقادات الواسعة التي تلقاها”. المشاركون الثلاثة الذين فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم، أكدوا في تصريحات متفرقة لجريدة “العمق” أن بن عبد القادر وصف اللغة العربية بأنها “لغة ميتة ولم يتم تحديثها منذ 14 قرنا، ولا يمكننا اليوم استعمالها في تدريس المواد العلمية”، مضيفا أن “اللغتين الفرنسية والإنجليزية تعتبران ثروة يجب توزيعها بشكل عادل بين كل المغاربة”، حسب قولهم. وزير بحكومة العثماني: العربية لغة ميتة ولم تتطور منذ 14 قرنا .. والفرنسية “ثروة” للمغاربة (صور) اقرأ أيضا وأشارت المصادر الموثوقة والمتطابقة، إلى أن هجوم الوزير المذكور على اللغة العربية بهذا الشكل جاء في رده على سؤال أحد المشاركين بالأكاديمية حول أسباب تطور وتقدم كوريا الجنوبية رغم عدم انتشار لغتها، فيما تناول الوزير موضوع اللغة العربية قبل ذلك في كلمته بشكل يحيل إلى الاستهزاء بها، وفق تعبيرهم. وأضافت المصارد ذاتها، أن بن عبد القادر تساءل في كلمته بالقول: “لماذا نحن لا زلنا نُدرس الشعر الجاهلي للتلاميذ، وماذا يفيد طلاب العلوم معرفة 15 مرادفا لاسم كلمة الأسد”، مشددين على أن الوزير “لو كان يتحدث عن المناهج الدراسية لم يكن ليثير هذه الضجة، لكن ما علاقة المناهج- إن كان يتحدث عنها حقا- بما قاله عن العربية بأنها لغة لم تتطور منذ 14 قرنا؟”، يتساءل أحد المشاركين. يأتي ذلك بعدما نشر الباحث والمحلل إدريس الكنبوري، تدوينة على حسابه بموقع فيسبوك، قال فيها إن الوزير بن عبد القادر قدم توضيحا أشار فيه إلى أنه لم يقل إن العربية لغة ميتة، بل قال إن مناهج التديس ميتة، وهو ما استغربته مصادر “العمق” المذكورة والتي حضرت اللقاء وأكدت ما جاء في خبر “العمق”. بسبب العربية.. هيئة تدعو لإقالة الوزير بنعبد القادر وتتهم العثماني بالتواطؤ اقرأ أيضا وكانت مصادر موثوقة قد كشفت لجريدة “العمق” يوم السبت الماضي، أن الوزير الاتحادي قال عن العربية في اللقاء المذكور بأنها “لغة كانت سائدة في عصر الجاهلية، ولم تتطور منذ ذاك الحين، عكس لغات أخرى كالفرنسية والإنجليزية اللتان أصبحتا لغات علم وتواصل، والعربية لا يمكننا أن نستعملها في العلوم”، معتبرا أن “من يدافعون عن العربية لا علاقة لهم بهذه اللغة أصلا”. وأثارت كلمة الوزير جدلا واسعا بين المدافعين عن اللغة العربية، فيما دخلت المنظمة العربية للتعريب والتواصل، على الخط ودعت إلى إقالة الوزير بن عبد القادر وطالبت رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بتقديم اعتذار للمواطنين "احتراما لمشاعر المغاربة"، معتبرة أن ما تفوه به ذات الوزير يعد “شكلا من أشكال خطابات الكراهية والاستعلاء وتحقيرا للمواطن المغربي وللغته الوطنية". يُشار إلى أن كلمة الوزير جاءت ضمن افتتاح “أكاديمية تمكين” بتطوان في نسختها الثالثة تحت شعار “الإدماج الاجتماعي للشباب آفاق جديدة”، والتي تنظمها كل من جمعية الشباب لأجل الشباب ومنتدى المغرب المتعدد وجمعية المواهب للتربية الاجتماعية من 23 غشت إلى 1 شتنبر 2019، بمعهد التقنيين المتخصصين في الفلاحة بجماعة دار بن قريش بتطوان، بمشاركة 150 شابا وشابة من عدة مدن. 1. العربية 2. اللغات 3. المغرب 4. بنعبد القادر 5. تطوان 6. وزير