احتضنت قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في أكادير، مؤخرا، ورشة للتباحث بشأن تحضيرات المناورات العسكرية الدولية «الأسد الإفريقي» في نسخة سنة 2020، وعرفت الورشة التحضيرية مشاركة ضباط من المغرب والولاياتالمتحدة وبريطانيا والسنغال وتونس وإسبانيا وإيطاليا وهولندا. وجاء في خبر، نشرته صفحة الجيش الملكي المغربي في فيسبوك، أن نسخة «الأسد الإفريقي» 2020 ستكون الأضخم في تاريخ هذه المناورات، والأضخم أيضا في القارة الإفريقية. واعتبر الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، عبد الرحمن مكاوي، المناورات، التي ستجرى في نواحي مدينة طانطان، مدرسة حقيقية في محاربة الإرهاب في المنطقة، وأضاف أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أصبحت تعتمد المنطقة التي ينتمي إليها المغرب مكانا لتقييم خبرتها وقدراتها العسكرية، في مواجهة الإرهاب العالمي بشكل عام، والإرهاب في منطقة الصحراء الكبرى بشكل خاص، خصوصا بعدما صارت منطقة شمال إفريقيا مكانا ملتهبا ومشتعلا. وقال المكاوي إن دوائر القرار في معظم دول الغرب تؤكد أن الجماعات الإرهابية تنقلت إلى الجنوب الليبي، ما يعني أن مصالح الغرب، من سيناء إلى كانو في نيجيريا، أصبحت هدفا للجماعات الإرهابية بمختلف أصنافها وتسمياتها. لذلك، تبقى مناورات الأسد الإفريقي مناسبة لتجريب عدد من الأسلحة المتطورة، التي تنتجها الصناعة الحربية الأمريكية. وأضاف الخبير الاستراتيجي أن الأمر يتعلق بمعدات متطورة كالنظارات الليلية، والمعدات الإلكترونية والطائرات المسيرة. وأضاف مكاوي أن المناورات تعتمد أسلوب تقسيم الجيوش إلى وحدات صغيرة متحركة وسريعة برا وبحرا وجوا، في وقت اعتبر فيه أن الجيوش تحولت اليوم إلى وحدات وصفها ب«الميكروسكوبية»، من أجل سرعة أكبر في تحركاتها، حتى تتغلب على الحركات الإرهابية التي تعتمد، حسب المتحدث ذاته، على خلايا يتراوح عدد أفرادها بين ثمانية وعشرة أفراد. وفي رده على سؤال ما إذا كانت المناورات ذات أغراض أمنية، وأيضا لتسويق منتجات ومعدات حربية أمريكية جديدة، قال مكاوي إن الأمر يتعلق بالجانب الأمني أكثر من أي شيء آخر، لأن الولاياتالمتحدة تعتبر المنطقة ساخنة. كما قال الخبير الاستراتيجي إن واشنطن قلقة من الأوضاع في الجزائر، التي لها حدود مع ست دول إفريقية، وهو ما يثير قلق أمريكا والدول الغربية بسبب الأوضاع في الداخل الجزائري، بعد شهور من الانتفاضة الشعبية السلمية في البلاد. وأكد المكاوي أن لا أحد له مصلحة في أن تنزلق الأمور في الجزائر إلى ما لا تحمد عقباه. ويحتضن المغرب، منذ سنوات طويلة، مناورات الأسد الإفريقي في سياق التعاون العسكري الاستراتيجي بين الرباطوواشنطن، لتدريب جيوش البلدين على العمل المشترك ميدانيا، وتحقيق المزيد من التنسيق الأمني. وعرفت نسخة المناورات، من 16 مارس إلى 7 أبريل الماضيين، في نواحي طانطان، مشاركة عسكريين من المغرب والولاياتالمتحدة وتونس وإسبانيا وبريطانيا والسنغال وكندا. وشاركت في مناورات 2019 فرق برية وبحرية وجوية. وسبق للمغرب أن نفذ، في أبريل الماضي أيضا، مناورة عسكرية للقوات المسلحة الملكية، في جبل صَغرو في أقصى الصحراء الشرقية على مقربة من الحدود مع الجزائر. وعلاقة بالتنافس المغربي الجزائري في التحضير العسكري في المنطقة، أشرف رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، شخصيا، في أبريل الماضي، على تمرين بالذخيرة الحية نفذته وحدات برية وجوية، لتقييم المرحلة الثانية من برنامج سنة التحضير القتالي 2018-2019. وأكد قايد صالح حينها في زيارة تفتيش الناحية العسكرية الثانية في وهران (غرب الجزائر)، أن حضوره الشخصي التمارين البيانية بالذخيرة الحية يدل على حرصه الشديد على الاطلاع على مدى تنفيذ البرامج السنوية المعدة مسبقا.