شارك الأمير مولاي رشيد، اليوم السبت، الذي حل صباح اليوم السبت بتونس العاصمة، ممثلا للملك محمد السادس، في تشييع جنازة الرئيس التونسي الراحل، الباجي قايد السبسي الذي وافته المنية أول أمس الخميس. وانطقلت صباح اليوم مراسيم تشييع جثمان “السبسي” بحضور كل من الرئيس المؤقت للجزائر عبد القادر بن صالح، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأمير القطري تميم بن حمد، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الإسباني الملك فيليب السادس، ورئيس مالطا، ورؤساء حكومات ليبيا والبرتغال ووزراء وممثلين عن عشرات الدول الأخرى. وكان الملك محمد السادس قد بعث ببرقية تعزية إلى السيد محمد الناصر، رئيس مجلس نواب الشعب التونسي، على إثر وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي، أعرب فيها ، باسمه وباسم الشعب المغربي، لرئيس المجلس، ومن خلاله لأسرة الفقيد الكبير وللشعب التونسي الشقيق عن “أحر تعازينا وأصدق مشاعر مواساتنا في رحيل أحد رجالات تونس الكبار، الذين نذروا حياتهم لخدمة بلدهم وساهموا، بكل إخلاص ونكران ذات، في بناء دولتها الحديثة”. وأعلنت الرئاسة أول أمس الخميس عن وفاة السبسي، الذي ساعد في قيادة الانتقال الديمقراطي في البلاد بعد ثورة الياسمين 2011، عن 92 عاماً. وفي كلمته خلال مراسم التشييع، وصف الرئيس التونسي المؤقت محمد الناصر، السبسي، بأنه “مهندس الوفاق الوطني”، مشدداً على دوره في “تأمين الانتقال الديمقراطي واستقرار البلاد”. وأكد الناصر أن السبسي تحمل المسؤولية في ترسيخ قيم الحرية وكان حريصاً على نجاح الخيار الديمقراطي والتوافق الوطني. وشددت السلطات إجراءاتها الأمنية وأغلقت طرقاً كثيرة سيمر عبرها موكب جنازة الرئيس الراحل أو بالقرب منها، وانتشرت قوات الأمن في أغلب مناطق العاصمة وقرب مقبرة “الجلاز”، حيث سيدفن السبسي. وشهدت الجنازة أيضاً مشاركة عدد كبير من المواطنين التونسيين وذرف كثير منهم الدموع خلال مراسم التشييع. وكان السبسي شخصية بارزة في تونس منذ الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي عام 2011 في انتفاضة أعقبتها انتفاضات في أرجاء الشرق الأوسط، بما في ذلك مصر وليبيا وسوريا. وبعد توليه منصب رئيس الوزراء في عام 2011 انتخب السبسي رئيساً بعد 3 سنوات، ليصبح أول رئيس للبلاد يتم اختياره عبر الاقتراع المباشر بعد انتفاضة الربيع العربي. وأسس حزب نداء تونس الذي يشارك في الحكومة الائتلافية. وبعد بضع ساعات من وفاة السبسي يوم الخميس، أدى رئيس البرلمان محمد الناصر اليمين رئيساً مؤقتاً للبلاد في انتقال سلس للسلطة، وبعد ذلك بقليل قالت الهيئة المستقلة للانتخابات إن انتخابات الرئاسة ستجري في 15 شتنبر، بعد أن كانت مقررة في 17 نونبر