بعد محاولة جبهة البوليساريو استعمال الأعمال التخريبية التي قام بها انفصاليون بمدينة العيون ليلة الجمعة–السبت الماضيين، لإفساد الفرحة المغربية الجزائرية المشتركة بفوز محاربي الصحراء بكأس أمم إفريقية، ولمهاجمةالمغرب واتهامه بتعنيف وانتهاك حقوق الإنسان والتستر على الاحتقان المتنامي في مخيمات تندوف؛ جاء الرد سريعامن داخل مخيمات الجبهة نفسها، إذ اتهمت المعارضة الداخلية قيادة الجبهة بانتهاك حقوق الإنسان في المخيماتومنع تقديم المساعدة الطبية لمعارض مضرب عن الطعام في وضعية خطيرة، بل أكثر من ذلك، انسحب محامي بعضالمعتقلين من الدفاع عنهم، نظرا إلى انعدام الظروف الضرورية. عائلة فاضل بريكة، الناشط الصحراوي الحامل للجنسية الإسبانية والمعارض لزعيم الجبهة إبراهيم غالي، كشفت أنفاضل يخوض إضرابا عن الطعام منذ أسبوع، احتجاجا على اعتقاله في مخيمات تندوف، مبرزة أن فاضل يوجد في“حالة خطيرة” بسبب عدوى، لم يتم تحديد طبيعتها، وفق وكالة الأنباء أوروبا بريس. الحزب المعارض “المبادرة الصحراوية من أجل التغيير“، الذي ينضوي فاضل تحت لوائه، أوضح، كذلك، أن “الحالةالصحية لفاضل تزداد خطورة بسبب جفاف الجسم، بسبب عدوى ودرجة الحرارة المرتفعة في هذه الفترة بالصحراء“. في نفس السياق، انسحب محامي المعتقلين المضربين عن الطعام الثلاثة، فاضل بريكة ومولاي أبو بوزيد ومحدالزيدان، من الدفاع عن موكليه، بسبب غياب شروط وظروف الاستمرار في أداء مهمته وفق المعايير الدولية، وبسببتمديد فترة الاعتقال. ويقبع المعتقلون الثلاثة في سجن الذهبية. وكان الحزب حديث النشأة “المبادرة الصحراوية من أجل التغيير“، طالب قبل أيام الاتحاد الإفريقي بالتحرك من أجل“تجنب المحاكمة غير العادلة” ضد ثلاثة معارضين صحراويين اعتقلوا خلال التمردات والاحتجاجات التي عرفتهامخيمات تندوف خلال شهر يونيو المنصرم، وهي الاحتجاجات التي حاولت جبهة البوليساريو التستر عليها وإنكارها. الرسالة التي وجهت بشكل مباشر إلى المفوضية الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب التابعة للاتحاد الإفريقي المكلفةبانتهاكات حقوق الإنسان في الدول ال55 المنضوية تحت لواء هذه المنظمة الإفريقية؛ تعيد التأكيد على أن الاتحادمطالب ب“التدخل العاجل” لوقف “محاكمة جائرة ذات دلالات سياسية ضد المعتقلين“. واستندت الرسالة على كونالإجراءات القضائية التي اتبعت في حق المعارضين الموقوفين “مليئة بالخروقات والمخالفات التعسفية التي تشكلانتهاكا لحقوق الإنسان“. وكان الحزب نفسه راسل في نهاية يونيو المنصرم الأممالمتحدة وطالبها بالتدخل من أجل إطلاق سراح المجموعةنفسها.