لايزال الإهمال داخل المركز الاجتماعي الجهوي “دار الخير”، في تيط مليل، نواحي الدارالبيضاء، يحصد المزيد من الأرواح، إذ توفي النزيل (م.ه)، أول أمس الأربعاء، بعد معاناته مع تعفنات، وجروح في جسده، بلغت حد تآكل أصابع إحدى قدميه، وتكون “الدود”، الذي استقر أسفل إحدى قدميه، بحسب الهيأة الوطنية لحقوق الإنسان. وقالت حسناء حجيب، عن الهيأة الوطنية لحقوق الإنسان، في حديثها مع “اليوم24″، إن “الهالك كان، قيد حياته، يعاني تعفنات، حسب تصريح أحد المستخدمين في دار الخير”. وأشارت حسناء إلى أن “أحد المستخدمين في الدار حاول تنظيف جروح المتوفي، ب”ماء جافيل”، إضافة إلى مطهر طبي، ما أدى إلى خروج كمية كبيرة من الدود، التي كانت تسبب له ألما لا يطاق “. وشددت حسناء حجيب، عن الهيأة الوطنية لحقوق الإنسان، على أن “المتوفى كان مريض سكري، وظل يعاني المرض، في غياب علاج، ونظام غذائي صحي، ما سبب له مضاعفات خطيرة، أودت بحياته في ظروف من القهر، والألم، والدود ينهش لحمه”، بحسب تصريحها. وأكدت المتحدثة ذاتها أن “الهيأة حاولت أن يتلقى المتوفى العلاج في أحد المستشفيات، وهو الأمر الذي تعذر عليها”، مضيفة أن “الهيأة اتصلت، أول أمس الثلاثاء، بالمندوبة الإقليمية للصحة، ليتم في الأخير قبول المتوفى في مستشفى المنصور، التابع لسيدي البرنوصي، لكن بعد فوات الأوان، إذ كان مصيره الموت، بعد ساعات قليلة من دخوله المستشفى”. يذكر أن الهيأة الوطنية لحقوق الإنسان دقت ناقوس الخطر، طوال الأشهر السابقة، حول حجم ما أسمته ب”التهميش”، الذي يطال نزلاء، ونزيلات دار الخير، إضافة إلى كثرة الوفيات في صفوف النزلاء بهذه الدار. وكان الوكيل العام للملك في محكمة الاستئناف في الدارالبيضاء أعطى أوامره بفتح تحقيق حول الوضع العام في دار الخير، بناء على شكاية، تقدمت بها الهيأة الوطنية لحقوق الإنسان، والتي شددت على وجود حالة اغتصاب في حق بعض النزيلات، واتجار بالبشر، إضافة إلى وفيات بسبب التهميش، إلا أنه، وبحسب الهيأة ذاتها، فإن ” 5 أشهر مرت من انتهاء الضابطة القضائية من بحثها، ولم يتم إصدار قرارات بخصوص الموضوع”. إلى ذلك، وبحسب المصدر نفسه، بلغ عدد الوفيات في المركز الاجتماعي الجهوي، دار الخير، تيط مليل في الدارالبيضاء، 85 وفاة، وذلك في عام 2018، ومن بداية يناير الماضي إلى اليوم، بلغ عدد الوفيات 103 متوفى.