بعد إعلان السلفادور، مساء أمس السبت، قطع علاقاتها مع “البوليساريو”، وسحب اعترافها بالجمهورية الوهمية مقابل تعزيز تعاونها، وتقاربها مع المغرب، لم تخف أذرع الجبهة الانفصالية تخوفها من توسع قاعدة ساحبي الاعتراف بها في أمريكا اللاتينية. وفي غياب تعليق رسمي من الجبهة الانفصالية عن الخطوة الجديدة، التي اتخذها رئيس السلفادور، نديب بوكيلي، أياما قليلة بعد تنصيبه رئيسا منتخبا جديدا للبلاد، نشرت وسائل إعلام قريبة من الجبهة الانفصالية تعليقات منسوبة إلى قيادات الجبهة، تتخوف من توسع قاعدة دول أمريكا اللاتينية، التي تسحب اعترافها بالجمهورية اللاتينية، لتشمل دولا أخرى، منها البرازيل، التي استقبلت وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، خلال الأسبوع الجاري. القرار السلفادوري الجديد شكل صفعة حقيقية للجبهة الانفصالية، خصوصا أن السلفادور لما أعلنت، نهاية الأسبوع الماضي، عزمها مراجعة العلاقات، التي تجمعها بالجبهة الانفصالية، خرجت قيادات هذه الأخيرة بتصريحات تطمئن فيها الانفصاليين، واعتبرت أن مراجعة العلاقات “إجراء روتيني”، ولا يعني إعادة النظر فيها، مستندة إلى أن الجبهة الانفصالية تحظى بتأييد من أحزاب داخل البرلمان السلفادوري. يذكر أن الرئيس السلفادوري الجديد قال، أمس السبت، في ندوة جمعته بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، إن قرار قطع العلاقات مع “البوليساريو” هو القرار الصحيح للسلفادور: “نتوقف عن الاعتراف بدولة غير موجودة، ونقوي علاقاتنا مع المملكة المغربية، ونفتح الأبواب مع العالم العربي”. وأوضح بوكيلي أن العلاقة مع “البوليساريو” أضعفت العلاقات مع المغرب، ولهذا السبب تم اتخاذ القرار لإنهاء هذا الارتباط، مضيفا: “لقد ضعفت العلاقة مع المغرب لفترة طويلة، ليس فقط معه، ولكن مع العالم العربي بأسره بقرار إقامة علاقات مع البوليساريو لم يكن له معنى، لا أعرف لماذا فعلوا ذلك، أتصور هذا كان لأسباب إيديولوجية، وليس للقضايا الحقيقية، أو الدبلوماسية الحقيقية”.