رغم الصعوبات التي يمكن أن يواجهها المغرب مع البرلمان الأوروبي في نسخته الجديدة التي أفرزتها الانتخابات الأوروبية يوم الأحد الماضي؛ إلا أن الخبر السعيد للرباط هو إمكانية هيمنة أصدقاء المغرب على الحقائب المهمة في حال ما آلت المفوضية (الحكومة) الأوروبية إلى تحالف الاشتراكيين والتقدميين والديمقراطيين والليبراليين والخضر بقيادة الحزب الاشتراكي الإسباني. إذ من المرجح أن تؤول حقيبة نائب رئيس المفوضية الأوروبية لجوزيف بوريل، وزير الخارجية الإسبانية، كما أنه من المرجح أن يعين السفير الإسباني السابق بالمغرب لويس بلاناس، منسقا للشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، خلفا للإيطالية فيديريكا موغريني. في المقابل، علمت “أخبار اليوم” أن نوعا من التوجس والقلق يسود في صفوف جبهة البوليساريو وحلفائها، في ظل توجه بيدرو سانتشيز، رئيس الحكومة الإسبانية الفائز بالانتخابات العامة الإسبانية الأخيرة، إلى تعيين مقربة أخرى من المغرب، وهي الكتالانية كريستنيا كلاتش بيكيغرس، وزيرة للخارجية خلفا لجوزيف بوريل. ورغم التجربة التي راكمتها كلاتش والمكانة الكبيرة التي تحظى بها بإسبانيا والعالم، إلا أن جبهة البوليساريو تتهمها بأنها “لوبي مغربي”، بل أكثر من ذلك، تتهمها بعرقلة نشاط سابق للجبهة في الأممالمتحدة، عندما كانت تشغل منصب نائب الأمين العام للأمم المتحدة المكلفة بالاتصال والإعلام. كما تربطها علاقات جيدة مع رئيس الحكومة الإسباني السباق، رودريغيز ثباتيرو. توجس أعداء الوحدة الترابية ازداد بعد إعلان الحكومة الإسبانية يوم الجمعة الماضي أن جوزيف بوريل سيحط الرحال صباح اليوم الاثنين بالرباط، حيث من المنتظر ان يعقد اجتماعا ثنائيا مع وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة. كما أنه من المنتظر أن يشارك بعد الزوال في ندوة ينظمها المغرب والاتحاد الأوربي بالرباط، حول التحديات والمشاكل المشتركة التي تواجه الطرفين. علما أن بوريل سبق وأكد أن السياسة الخارجية الإسبانية تجاه المغرب هي “سياسة دولة” ولا تتغير بتغير الحكومات. وتأتي هذه الزيارة في سياق محلي وإقليمي مضرب بالنسبة للبلدين؛ أولا، عودة الهجرة السرية بين البلدين إلى الواجهة بقوة؛ ثانيا، ضغط الحكومة المحلية لمدينة مليلية المحتلة على الحكومة المركزية بمدريد، من أجل التدخل لدى نظيرتها المغربية للتراجع عن قرار إغلاق المعبر الجمركي البري بني أنصار، والذي اعتبره الإسبان ضربة موجعة لاقتصاد مليلية، فيما يرى المغرب أنه “قرار سيادي لإنعاش ميناء الناظور”؛ ثالثا، الحديث عن منع المغرب دخول سيارات التهريب المعيشي الإسبانية من الدخول إلى المغرب؛ رابعا، المشاكل التي يواجهها أرباب النقل الدولي المغربي في ميناء الجزيرة الخضراء، بسبب التفتيش المتكرر وغير المبرر في بعض الأحيان للشاحنات المغربية؛ خامسا، صعود اليمين المتطرف المعادي للمغرب بإسبانيا، إلى جانب التحديات التي قد يطرحها دخول حزب “بوديموس” اليساري إلى الحكومة الإسبانية المقبلة، لاسيما أن هذا الحزب يتبنى أطروحة جبهة البوليساريو.