يواصل قطاع السياحة بمراكش المحافظة على منحاه التصاعدي، فقد عرفت الحركة السياحية بها، خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2015 و 2018، نسبة نمو بلغت 8 في المائة، أي بزيادة 763 ألفا و224 سائحا، وما يفوق مليوني و817 ألفا و431 ليلة مبيت. واستنادا إلى الأرقام المقدمة خلال الجمع العادي لمجلس الجهوي للسياحة لمراكش، الملتئم مؤخرا، فقد زار المدينة الحمراء، السنة الماضية، مليونين و592 ألفا و224 سائحا، أي بزيادة بلغت 6 في المائة مقارنة مع السنة التي سبقتها، كما سجلت بها ثمانية ملايين و514 ألفا و431 ليلة مبيت، أي بارتفاع بلغ 10 في المائة مقارنة مع 2017، وارتفعت نسبة ملء إلى 59 في المائة مقارنة مع السنة التي سبقتها، التي وصلت فيها إلى 53 في المائة. وإذا كانت المدينة استقبلت حوالي مليون و829 ألف سائح خلال 2015، أي زائد 7 في المائة مقارنة مع 2014، وتم تسجيل خمسة ملايين و697 ألف ليلة مبيت، أي بزيادة 9 في المائة مقارنة مع السنة التي سبقتها، ونسبة ملء حددت في 48 في المائة، وهو ما يمثل زيادة بثلاث نقاط مقارنة مع 2014، فإن أعداد السائحين ارتفعت إلى مليون و970 ألف سائح، خلال سنة 2016، مع تسجيل ستة ملايين و880 ألف ليلة مبيت، أي بزيادة 11 في المائة مقارنة مع السنة السابقة، ونسبة ملء بلغت 51 في المائة، أما خلال سنة 2017، فقد استقبلت مراكش حوالي مليونين و300 ألف سائح، بزيادة 13 في المائة مقارنة مع السنة التي سبقتها، مع تسجيل سبعة ملايين و736 ألف مليون ليلة مبيت، ونسبة ملء حددت في 53 في المائة. الأرقام غير مسبوقة التي يحققها القطاع السياحي بمراكش، خلال السنوات الأخيرة، جعلتها تحافظ على تصدرها لقائمة ليالي المبيت في مؤسسات الإيواء السياحية المصنفة على المستوى الوطني، وتظل الوجهة السياحية الأولى في المغرب وإفريقيا، ومن بين أفضل الوجهات على الصعيد العالمي، فقد أوضح مسؤول بالمجلس الجهوي للسياحة بالمدينة بأن مراكش حافظت على صدارتها للسياحة الوطنية للسنة ال 17 على التوالي، أي منذ 2001، بجميع المقاييس، سواء على مستوى أعداد السياح، أو الاستثمارات السياحية، وعلى صعيد البنيات التحتية، وأعداد اليد العاملة في هذا القطاع، مشيرا إلى أن المدينة تتوفر على أكثر من 65 ألف سرير في هذا المجال، وهو ما قال إنه يشكل حوالي 48 في المائة من الطاقة الاستيعابية للإيواء السياحي بالمغرب، كما تحتل الريادة على مستوى ليالي المبيت، التي قال إنها تصل إلى 42 في المائة وطنيا، ويعمل بالقطاع السياحي بالمدينة أكثر من 200 ألف عامل وموظف، 40 ألفا منهم بشكل مباشر والباقي بطريقة غير مباشرة. وحسب المسؤول نفسه، فقد احتلت مراكش صدارة الوجهات السياحية على الصعيد القاري للسنة الرابعة على التوالي، متبوعة بجوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، فيما تحتل المرتبة الخمسين عالميا من بين 250 وجهة دولية منافسة. وأرجع المسؤول ذاته الطفرة السياحية بمراكش، خلال السنوات المنصرمة، إلى انتعاشة أهم الأسواق التقليدية المصدرة للسياح الأجانب للمغرب، ممثلة في الدول الاسكندينافية، التي أوضح بأنها سجلت أقوى ارتفاع ب 90 في المائة، تلتها ألمانيا (زائد 56 في المائة)، وإسبانيا (زائد 28 في المائة)، وفرنسا (زائد 19 في المائة)، وارتفاع أعداد السياح المغاربة الذين ارتفعت أعدادهم بحوالي 15 في المائة، فضلا عن احتضان المدينة لمؤتمرات وتظاهرات دولية لما تتوفر عليه من بنيات تحتية وما راكمته من خبرة في هذا المجال. وكشف الجمع العادي للمجلس الجهوي للسياحة عن نتائج جهود تعزيز الربط الجوي، التي قال مسؤولو المجلس إنها تكللت بإطلاق خطوط جوية جديدة وتعزيز حركة النقل الجوي بمطار مراكش «المنارة» الدولي، مشيرين، في هذا السياق، إلى انطلاق عدة رحلات جوية جديدة من وإلى مراكش، بلغ عددها 73 خطا جويا جديدا، مما ساهم في تحسين حركة النقل الجوي بالمطار المذكور، لترتفع من ثلاثة ملايين و978 ألفا و725 مسافرا سنة 2015، إلى أربعة ملايين و366 ألفا و263 مسافرا في 2017، وخمسة ملايين و300 ألف مسافر خلال السنة المنصرمة. وبخصوص حصيلة الترويج لوجهة مراكش، أوضح مسؤولو المجلس الجهوي بأنهم قاموا، بشراكة مع المكتب الوطني المغربي للسياحة، بتنظيم رحلات استطلاعية لوكالات الأسفار ووسائل الإعلام المنتمية للأسواق المصدرة للسياح، إذ استقبلت مراكش، خلال الأربع سنوات الماضية، حوالي 1635 شخصا يمثلون وكالات الأسفار ووسائل إعلام دولية من أجل الاطلاع على العروض السياحية الجديدة التي تقدمها المدينة، فضلا عن مشاركة المجلس في العديد من المعارض والتظاهرات السياحية الدولية. هذا، وقد شهد الجمع العام الأخير إعادة انتخاب حميد بن الطاهر، رئيسا للمجلس الجهوي للسياحة بمراكش، وهي المهمة التي يشغلها طيلة 11 سنة متتالية (منذ سنة 2008)، كما يتولى، أيضا، مهمة نائب رئيس الفيدرالية الوطنية للسياحة، وعضوية المجلس التنفيذي للمؤسسة المتوسطية للسياحة منذ أربع سنوات.