بعد الضجة التي خلفها قرار تأديبي، أصدرته شبكة الجزيرة القطرية بحق الإعلامية، في منصة “+AJ”، منى حوا، عقب فيديو تحدثت فيه عن محرقة الهولوكوسوت، التي قٌتِل فيها ما يقارب ستة ملايين يهودي أوروبي، على يد النظام النازي لأدولف هتلر، في الحرب العالمية الثانية، فضلت الإعلامية، الموقوفة عن العمل، مساء اليوم الأربعاء، التوضيح بدل التزام الصمت. وقالت المتحدثة: “آثرت الكتابة على الصمت، وهو ما كنتُ مستعدّة للالتزام به لو كان الأمر يتعلّق بشخصي فقط”، مشيرة إلى أن المسألة باتت تمس كل العمل الإعلامي، وتهدّد سقف حريّته، وتطعن في التزامه القيمي، وتزرع الخوف في قلب كل صحافي يعمل على حمل قضاياه العادلة، متسائلة “هل المطلوب أن يتعلّم الصحافي أن يُفكّر ألف مرّة قبل انتقاد الصهيونية، كي لا يتعرّض للتأديب؟”. وقالت الفلسطينية منى حوا، في توضيح توصل “اليوم 24” بنسخة منه، إن “السكوت اليوم من شأنه أن يُكرّس السطوة الصهيونية، ويجعل كلّ صحافي يخشى على مستقبله المهني في حال أقدم على انتقادها”، مؤكدة أن تهمة معاداة السامية، تحولت إلى تهمة فضفاضة تواجه كل من يتجرأ على انتقاد السياسات الإسرائيليّة، وليس آخرها، تضيف المتحدثة، “إدانة البرلمان الألماني لحركة مقاطعة إسرائيل (BDS)”، مستغربة احتمال أن يكون أيّ صحافي يتفق مع مبادئ الحركة، “قد بات مُعرضاً للاتهام بمعاداة السامية!”. ودعت منى، إلى ضرورة كسر هذا الترهيب قبل أن يستقرّ ك “تابو”، ويمنع الصحافيين من مواصلة مهمتهم الإنسانية والأخلاقية في مناصرة القضايا الإنسانية، مشددة على أن وظيفة الصحافي أن يسأل الأسئلة الصعبة، على الرغم من نفوذ وسطوة جماعات الضغط، ملفتة الانتباه إلى احتمال، تعرضه في الوقت نفسه، ل”الوقوع في خطأ هنا أو زلّة هناك، في اختيار التعبير أو مراعاة السياقات، ولا عيب أبداً في الاعتذار عن هذا”. أما فيما يخص قصة الفيديو المثير للجدل، فتؤكد المتحدثة أنها “لم تنكر حدوث المحرقة، ولا تبرر لها، ولا تجادل في كونها جريمة إنسانية تستحق الإدانة، إذ إنها وبالفعل واحدة من أبشع الجرائم التي عرفها التاريخ”، مؤكدة أن ما جاء في الفيديو فيما يتعلق بالتوظيف الصهيوني لآلام ومعاناة ضحايا المحرقة، عبارة عن “أصبع اتهامٍ جرى توجيهه من أكاديميين ومؤرخين وإعلاميين عديدين، ضد هذه الحركة الاستعماريّة العنصريّة”. واعتبرت الإعلامية منى حوا، التي تابعها ملايين المشاهدين طيلة مسيرتها داخل شبكة الجزيرة، (اعتبرت) “الهولوكوست كارثة إنسانيّة، يجب أن تجمع البشريّة على رفضها بالمطلق، بينما تظل إسرائيل، “دولة قائمة على التفوّق القومي، وعلى الانتهاك الصارخ لحقوق الانسان، وعلى سياسات الضغط والترهيب لكتم أصوات الناس والصحافيين والناشطين، وإخضاعهم”، والواجب الأخلاقي، تؤكد المتحدثة، هو “أن لا يخضع الإنسان لأصحاب السلطة فيما يُخالف ضميره”. يذكر أن الجزيرة أعلنت، الأحد الماضي، أنها اتخذت إجراءات إدارية تأديبية بحق اثنين من صحافييها أنتجا مقطعاً مصوراً عن محرقة الهولوكوست، “خالف المعايير والضوابط التحريرية لشبكة الجزيرة الإعلامية”، ما دفع قناة AJ+ إلى حذف الفيديو المذكور، والمنشورات المرافقة له، من كل حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فور ملاحظة أن محتواه يتعارض مع معايير القناة المهنية. وكان الحساب الرسمي لوزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي، نشر 21 تغريدة، قبل طرد الإعلاميين، انتقد فيها ما أسماه “أكاذيب الجزيرة”، في حين اعتبره المتحدث باسم الوزارة، “أسوأ أنواع الشر المؤذي”، مضيفا أن “هذه هي الطريقة التي تغسل بها قناة الجزيرة أدمغة الشباب في العالم العربي وتنشر كراهية إسرائيل واليهود”، ما جعل عددا من النشطاء والمتابعين يعتبرون قرار الجزيرة بحق صحافييها، !خضوعا لضغط الاحتلال”، عقب بث الفيديو.