بينما توصل المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة إلى تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر المقبل، انطلقت تحركات ومحاولات جس النبض من قبل بعض قادته الذين يعتزمون الإعلان عن ترشحهم لقيادة الحزب الذي يعيش أزمة منذ فشله في الفوز بالانتخابات التشريعية ل 7 أكتوبر 2016. الخطوات متعددة من قبل ثلاث قيادات بارزة حتى الآن؛ بحسب مصادر قيادية في الحزب، فإن المبادرة الأولى جاءت من قبل عبد اللطيف وهبي، برلماني ومحام وعضو المكتب السياسي، الذي دعا إلى اجتماع في بيته للأمناء العامين الجهويين وقيادات أخرى في الحزب، في إشارة إلى رغبته في الترشح لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة. لكن وهبي لم يعلن ترشحه رسميا بعد، وينتظر في الغالب تحديد موعد المؤتمر، الذي تطالب الأغلبية بتعجيله، بأن يكون في نهاية يونيو أو بداية يوليوز المقبلين على أبعد تقدير. القيادي الثاني الذي شرع في التحرك وجس النبض بشأنه إمكانية ترشحه لقيادة الحزب في المؤتمر المقبل، هو الأمين العام الأسبق محمد الشيخ بيد لله، الذي التقى بعض القيادات المؤثرة في الحزب، منهم العربي المحرشي وعبد اللطيف وهبي، وكان بيد لله أحد الموقعين على “نداء المسؤولية” الموقّع من قبل الأمناء العامين السابقين للحزب، باستثناء إلياس العماري، وهو النداء الذي يبدو أن غايته، على الأقل لدى البعض من الموقعين عليه، تقديم مرشح لخلافة بنشماس. ويراهن بيد لله على توافق بين القيادات البارزة في الحزب، وعلى المكونات غير اليسارية، والمكون الصحراوي، لدعمه في ترشحه لرئاسة الحزب، لكن البعض يؤاخذ عليه غيابه طيلة السنوات الأربع الماضية عن الحياة الداخلية للحزب، والتي اتسمت بالأزمة. القيادي الثالث الذي عبّر داخل الحزب عن رغبته في الترشيح هو مصطفى الباكوري، الأمين العام السابق ورئيس جهة الدارالبيضاء-سطات. ولم يشرع الباكوري بعد في التواصل مع قادة الحزب وتعبئتهم لصالحه كما فعل بيد لله ووهبي، لكن الأيام المقبلة قد تشهد ذلك. ويتوقع أن يترشح الأمين العام الحالي، حكيم بنشماس، بدوره لقيادة “البام” في المؤتمر المقبل، لكنه يبدو في موقع ضعف نتيجة وضعية الأزمة التي يمر منها حزبه، والتي كان سببها المباشر فشل الحزب بقيادة الأمين العام السابق، إلياس العماري، في الفوز بالانتخابات التشريعية ل 7 أكتوبر 2016، والتي تعمّقت أكثر منذ تولي حكيم بنشماس رئاسة الحزب قبل حوالي سنة. وكان المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، قد صادق يوم الأحد الماضي على تركيبة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب، كما فوّض الأمين العام للحزب، ورئيس المكتب الفيدرالي، ورئاسة المجلس الوطني، إضافة إلى 25 عضوا من فعاليات وكفاءات وأطر الحزب. لكنه لم يعلن عن تاريخ المؤتمر بالتحديد، وترك ذلك للجنة التحضيرية التي يفترض أن تجتمع خلال الأيام المقبلة للشروع في عملها.