تعالت كلمة "إرحل" في مناسبتين ضمن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاستثنائي الذي يعقده حزب الأصالة والمعاصرة بالمركب الدولي للشباب والطفولة لبوزنيقة.. وذلك بغرابة برزت على أوجه قياديّي التنظيم بشكل عام ورئيس اللجنة التحضيريّة، إلياس العمري، بوجه خاص. ثلّة من القيادات الحزبية، بما فيها تلك المشكّلة للأغلبية الحكومية الحالية بالمغرب، حلّت ضيفة على الجلسة الافتتاحية المذكورة.. بما فيها حزب العدالة والتنميّة الذي ناب عن أمينه العام عبد الله باها بداعي "تعرّض عبد الإله ابنكيران لوعكة صحّيّة مفاجئة".. إلاّ أنّ المفاجأة جاءت من حزب الاستقلال الذي لم يبرز أي من وجوهه القيادية ضمن الموعد. عبارة "إرحل" رفعت بادئ الأمر مقرونة باسم التجمّعي أنيس بيرو من لدن ثلّة شباب مؤتمرين بموعد "البّام" المخصّص لتجديد هيكلته الوطنيّة.. وقد برزت من الصفوف الأولى لتطالب قيادة حزب "التراكتور" ب "طرد بيرُو"، وبرّرت من لدن المحتجّين، حين تدخل منظّمين لإعادة الأمور إلى نصابها، ب "أمتناع بيرو، حين توليه مسؤولين قطاع الصناعة التقليديّة ضمن حكومة الفاسي، عن فتح حوار مع ملفّات مطلبيّة".. في حين ردّ العماري على الشكل الاحتجاجي، الذي دام لدقائق، بقوله من على منصّة المؤتمر: "احترام الآخر واجب، هم حلفاؤنا وإخواننا في حزب الاحرار". وكشفت كلمة اللجنة التحضيرية، التي ألقاها رئيسها العماري، عن حلول ضيوف على مؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة من الخارج.. ذاكرا من بينهم أوروبيّون وجنوب أمريكيّين وكذا منتمين لتنظيم البوليساريو "أخفيت هوياتهم صونا لسلاماتهم".. وزاد بأنّ حركة حماس اعتذرت ل "دواع أمنيّة"، قبل أن يضيف ذات المتحدّث، موجّها حديثه للمسؤولين المغاربة ومن بينهم وزير الدّاخلية امحند العنصر الذي كان متواجدا بالصفّ الأوّل، "يجب البحث عن الجهات التي تهدّد أمن إخواننا في حماس بالبلاد". ثاني رفع لعبارة "الرّحيل" تمّ في حقّ إلياس العماري نفسه.. إذ كان بصدد الاسترسال في تقديم المتدخّلين من الضيوف الأجانب ضمن المؤتمر الاستثنائي ل "البّام"، قبل أن يعلو صوت "مجهول" يدعوه إلى الرّحيل.. فما كان من العماري إلاّ أن ردّ: "هَانِي رَاحل.. والله مَا نزِيد..". مداخلة مطوّلة سجّلها الأمين العام محمّد الشيخ بيد الله ضمن الجلسة الافتتاحيّة.. وقد كانت بمثابة عرض يهمّ الفترة التي تولّي بها ذات المسؤول موقعه الحزبيّ الحزبي، مجملا إيّاها في قوله: "لقد أصبحنَا رقماً يصعب تجاوزه".. ومنها كشف، تحت تصفيقات الحاضرين، قراره بعدم معاودة الترشّح للظفر بولاية ثانية. وقد حاول "النّافذ" إلياس العماري التعاطي مع قرار "انسحاب" بيد الله بدعوته الأمين العام المقبل ل "الاقتداء بهذا الموقف وقصر تولّيه مسؤولية التنظيم في ولاية واحدة".. إلاّ أنّ أصواتاً تعالت، مرّة أخرى، من وسط فضاء المؤتمر لتطالب باقي أعضاء المكتب الوطني ب "عدم تجديد تموقعهم".. وتمّ ذلك بشكل محرج جعل معتلي المنصّة يردّون بالابتسام. افتتاح المؤتمر الاستثنائي لحزب الأصالة والمعاصرة، وهو المبرمج استمراره لثلاثة أيّام قبل اختتامه يوم الأحد، تمّ بحضور الآلاف من المؤتمرين في انتظار التحاق آخرين لم يتواجدوا الجمعة لأسباب مهنيّة.. كما دلّ حديث الكواليس عن وجود توافق نهائي بشأن مصطفى الباكوري كي يغدو أمينا عامّا ل "البّام"، خصوصا وأنّ عبد الحكيم بنشمّاس، نائب الأمين العام السّابق، قد قرّر عدم تقديم ترشيحه للمنصب الحزبيّ نفسه. وإن كان اسم الباكوري قد حسم ضمنه سرّا فإنّ الجهار بوجود صراعات يرتقب أن يبرز بخصوص تشكيلة المجلس الوطني وكذا المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة.. وبرز ذلك بوضوح خلال استهلال الجلسة العامّة الأولى، المخصصة لتقديم ومناقشة التقرير السياسي والمالي قبل المصادقة عليهما وانتخاب رئاسة المؤتمر، إذ تشنّج الجوّ في مستهلّها بإصرار مؤتمرين على تناول الكلمة.. وتدخّل عقبها العماري صارخا "أنا من يسيّر الجلسة، لن يتكلّم أحد دون أن أعطيه الإذن، فهذه مؤسّسّة وليست سوقاً" وفق تعبير رئيس اللجنة التحضيريّة.