قصة أخرى من تاريخ المغرب شهدت نهايتها، أول أمس الأربعاء، بوفاة المقاوم محمد بنحمو الكاملي، عن عمر 83 سنة. يعتبر محمد بن حمو، الذي رأى النور سنة 1936 بقبيلة ولاد سعيد بالشاوية، أحد أبرز مؤسسي جيش التحرير، ومن مؤسسي الاتحاد الوطني ثم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وكذا والجمعية المغربية لحقوق الإنسان. قضى الكاميلي 14 سنة داخل سجون الاستقلال، وبعدما أطلق الحسن الثاني سراحه، قبيل المسيرة الخضراء، بقي في وضعية معلقة، إلى أن حصل على ملكي شامل، مع جلوس محمد السادس على العرش. كان الراحل محمد بنحمو الكاملي، أحد أبرز قياديي خلية “أسود التحرير” إلى جانب الشهداء محمد الزرقطوني، وإبراهيم الروداني، وعلال بنعبد الله، وغيرهم من المقاومين البارزين. كما تلقى جسده، بعد الاستقلال، 14 رصاصة، وصدر في حقه حكم بالإعدام، قضى منها 14 سنة سجنا، قبل أن يتم الإفراج عنه. نشط الراحل ضمن منظمة “اليد السوداء” التي واجهت المستعمر الفرنسي، وقدمت في سبيل ذلك شهداء وهبوا حياتهم من أجل استقلال المغرب من الاستعمار الفرنسي، حيث خاض معاركه النضالية إلى جانب الشهيد الزرقطوني والفقيه البصري ومحمد منصور، ثم انتقل للنضال بمنطقة جبال الأطلس، حيث ساهم في تأسيس جيش التحرير، تحت قيادة الفقيه البصري، بالإضافة إلى إشرافه المباشر على العمليات التي استهدفت خزائن الأسلحة، في إطار عمليات جيش التحرير، مما عرضه للاعتقالات المتكررة من طرف المستعمر الفرنسي. وقال عمر بنحمو الكاملي نجل الراحل، في تصريح ل”أخبار اليوم” إن والده كان من مؤسسي الحركة الوطنية وجيش التحرير، كما كان من مسؤولا عن العمليات الفدائية لمنظمة “اليد السوداء” ضد المستعمر الفرنسي من منطقة بوسكورة بالدار البيضاء، رفقة إدريس بنبوبكر، وأزيدان، حيث اعتقل وتعرض لتعذيب طال والديه أيضا. إضافة إلى كونه كان رفيقا للمهدي بنبركة والفقيه البصري، وعبدالله إبراهيم، ورموز مغربية أخرى كعبد الرحمان اليوسفي. وعن علاقته بالقصر الملكي، أوضح عمر بن حمو أن والده لم يكن ضد القصر الملكي، بعد حصول المغرب على الاستقلال، وإنما كانت له رؤية خاصة للقضية الوطنية، وأنه كان ضد معاهدة “إكس ليبان”، كما لم يكن يخفي مطالبته بتحرير سبتة ومليلية من الاحتلال الاسباني، ونفس الشيء بالنسبة للمناطق الجنوبية المغربية، مؤكدا أنه بعد خروجه من السجن الذي قضى فيه 14 سنة، رد له الملك محمد السادس الاعتبار بمنحه عفوا ملكيا شاملا، موضحا أن والده يمثل تاريخ المغرب، وأن زيارته من طرف ياسين المنصوري، مدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات، الذي حضر جنازته، وكذا من طرف مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، يعد اعترافا بكونه جزء من تاريخ المغرب المشرق.