بعد أيام من تجدد القتال في الساحة الليبية، ووصول قوات المشير خليفة حفتر إلى مشارف العاصمة طرابلس، أطلق مغاربة مقيمون في ليبيا نداء عاجلا للحكومة المغربية، من أجل التدخل، مؤكدين وقوع قتلى مغاربة في الغارات الأخيرة. مصادر من الجالية المغربية في ليبيا أكدت ل”اليوم 24″ اليوم السبت، أن مغاربة سقطوا في الغارات الأخيرة لقوات حفتر في ضواحي طرابلس، يترواح عددهم ما بين ستة وثمانية أشخاص لا زالت جثثهم في المستشفى. وأوضحت ذات المصادر، أن أول قتيل مغربي سقط في الحرب الليبية الأخيرة، قضى نحبه قبل تسعة أيام، متأثرا بإصابته بشظية. الجالية المغربية الكبيرة التي لا زالت تقيم في ليبيا رغم حالة عدم الاستقرار في البلاد منذ سنة 2011، تقول إن عددها يقارب 40 ألف شخص، من المغاربة الذين ارتبطوا مهنيا بالبلاد ولم يكن من الممكن أن يتحلوا عن ارتباطاتهم المهنية في ليبيا للعودة إلى المغرب. وفي الوقت الذي لا توجد فيه تمثيلية دبلوماسية مغربية منذ سنة 2014، يضع المغرب خلية أزمة في منطقة رأس جدير على الحدود التونسية الليبية، وهي الخلية التي يتعذر على المغاربة في عدد من المناطق الليبية الوصول إليها، بسبب حالة اللا أمن التي تعيش البلاد تحت وطأتها منذ سنوات، وانتشار الميليشيات المسلحة، التي تعترض طريق المسافرين في عدد من المناطق. في ذات السياق، وفي الوقت الذي أعلنت فيه حكومة الوفاق الليبي تعرض مركز قصر بن غشير لمكافحة الهجرة السرية في ضواحي العاصمة طرابلس للقصف وتسجيل إصابة 12 مهاجرا، وتدخل الأممالمتحدة لإجلاء أكثر من ثلاث مائة مهاجر لإبعادهم عن الحرب، أكدت مصادر ليبية ل”اليوم 24″ أن مركز المهاجرين موضوع القصف والإجلاء لم يكن يضم مهاجرين مغاربة. يشار إلى أنه ورغم الحرب الدائرة في ليبيا منذ سنوات، إلا أن ليبيا تحولت في السنوات الأخيرة لوجهة سفر المئات من المغاربة، من أجل تحقيق حلمهم في الهجرة إلى أوروبا عبر سواحل الشمال الليبي، ما جعل أعداد المغاربة على الأراضي الليبية تتزايد. كما أن الحرب الأخيرة على مشارف العاصمة الليبية طرابلس، تحظى باهتمام مغربي كبير، حيث ناشدت الحكومة المغربية قبل أيام الأطراف الليبية للعودة إلى طاولة الحوار.