استبعدت رئاسة أركان القوات الجوية الليبية إمكانية انطلاق الطائرات التي أغارت فجر الاحد 18 أغسطس/آب على مواقع عسكرية في طرابلس من المطارات المحلية. وكشف بيان للقوات الجوية الليبية أن الطائرات المغيرة استخدمت قنابل موجهة لا توجد في ليبيا، ولا توجد طائرات ليبية قادرة على استعمالها، موضحا أن معاينة شظايا المقذوفات تشير إلى استخدام قنابل موجهة من طرازات: FOR USE MK83 FIN GIDING BOMB 9621 ASSY 837760 وفي المقابل، أعلن صقر الجروشي قائد السلاح الجوي التابع للواء المتقاعد خليفة حفتر أن قواته هي من نفذت ضربات جوية على بعض مواقع مليشيات مصراتة، بحسب وكالة رويترز. وكانت طائرات مجهولة الهوية شنت في الساعات الأولى من صباح الاثنين 18 أغسطس/ آب غارات على مواقع لقوات ما يعرف بعملية "فجر ليبيا" في محيط مطار طرابلس الدولي، ونتجت عن الغارات انفجارات كبيرة سمعت في أنحاء العاصمة. وأعلن علاء الحويك الناطق باسم قوات "فجر ليبيا" المتألف من قوات تابعة لمدينة مصراتة وكتائب أخرى متحالفة معها أن طائرات مجهولة قصفت معسكري اليرموك وقصر بن غشير التابعين لهذه القوات التي تحاول منذ 13 يوليو/تموز طرد قوات تابعة لمدينة الزنتان من مواقعها في مطار العاصمة الدولي وعدد من المعسكرات في المنطقة. بدورها، أكدت الحكومة المؤقتة الليبية قيام طائرتين مجهولتي الهوية، بالإغارة على "أهداف مسلحة تابعة للأطراف المتناحرة في ضواحي مدينة طرابلس"، مشيرة إلى أنها لا تملك في الوقت الحاضر أي أدلة قاطعة تمكنها من تحديد الجهة التي كانت وراء القصف. وطلب بيان للحكومة الليبية من رئاسة الأركان وإدارة الاستخبارات العسكرية، فتح تحقيق بشأن هذه الغارات، وتقديم ما لديهما من معلومات بهذا الخصوص، محمّلا الأطراف المتناحرة المسؤولية الكاملة عما يتعرض له المواطنون وممتلكاتهم جراء هذا الاقتتال. من جهة أخرى، أفادت مصادر ليبية بأن الغارات استهدفت عدة معسكرات ومواقع تتمركز بها قوات "فجر ليبيا" أهمها معسكر المنارة ومعسكر الفروسية الواقعين بمنطقة قصر بن غشير ومعسكر اليرموك في منطقة صلاح الدين، ومدرسة المدفعية بخلة الفرجان وموقع شركة النهر الصناعي بمنطقة وادي الربيع، إضافة إلى معسكر السدادة الذي يقع بين مدينتي سرت وبن وليد إلى الشرق من العاصمة الليبية طرابلس. وفي هذه الأثناء، أكد المكتب الإعلامي لبعثة الأممالمتحدة في ليبيا أن الطائرات التي قصفت معسكرات "فجر ليبيا" لا تتبع حلف الناتو، كما نفى السفير الإيطالي في طرابلس جوزيبي غريمالدي وجود أي علاقة لبلاده بهذه الغارات، كما أكد بيان للخارجية الفرنسية أن "الشائعات" التي تحدثت عن ضربات جوية شاركت فيها فرنسا لا أساس لها من الصحة. وكانت أنباء رجحت أن تكون الطائرات التي شنت الغارات ليبية، وأنها انطلقت من قاعدة "الوطية" الواقعة جنوب غربي طرابلس، إلا أن مصادر في سلاح الجو الليبي استبعدت هذا الاحتمال، نظرا لكثافة الغارات وعدم وجود طائرات ليبية قادرة على تنفيذ مهمات ليلية، إضافة إلى أن غارات حلف الناتو كانت دمرت عام 2011 معظم القواعد الجوية والطائرات الرابضة بها وبخاصة غرب البلاد، بما في ذلك قاعدة "الوطية" التي لا توجد بها الآن إلا طائرات قديمة قليلة غير صالحة للاستعمال من طراز سوخوي.