هزت إنفجارات عنيفة، أمس الثلاثاء، أحياء مختلفة بالعاصمة الليبية طرابلس ناتجة عن قصف بالصواريخ أسفر عن مقتل واصابة مدنيين، فيما توعدت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا بالرد على اللواء المتقاعد خليفة حفتر وقواته في الميدان, وهزمهم عسكريا وملاحقتهم دوليا بجرائم الحرب التي يرتكبونها. وكانت أحياء عديدة وسط العاصمة الليبية طرابلس قد تعرضت في وقت متأخر ليلة الثلاثاء, لسقوط قذائف عشوائية خلفت قتلى وجرحى من المدنيين, وذلك بعد مرور ما يقرب من أسبوعين على بدء هجوم مجموعات خليفة حفتر على طرابلس. وحسب المتحدث بإسم جهاز الطوارئ في طربلس, فإن قيام مجموعات حفتر بقصف احياء مدنية في طرابلس حلف ستة قتلى على الأقل بينما أصيب ما لا يقل عن ثلاثين شخصا. وقال رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، غسان سلامة أن العاصمة طرابلس شهدت "ليلة مروعة" في أعقاب القصف الصاروخي العشوائي الذي تعرضت له أحياء سكنية في العاصمة الليبية، ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء وخلفت قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. وأضاف سلامة في تغريدة له على موقع توتير أوردتها وسائل الإعلام الليبية اليوم الأربعاء أنه "من أجل الملايين الثلاثة من المدنيين القاطنين في طربلس الكبرى يجب أن تتوقف هذه الهجمات الان". وأفادت الصحف الليبية من جهة أخرى أن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية والقائد الأعلى للجيش الليبي فايز السراج "تفقد الأحياء السكنية التي تعرضت للقصف العشوائي بصواريخ غراد في منطقتي حي ابوسليم وحي الانتصار، والتى خلفت قتلى وجرحى من المدنيين". ونقلت ذات المصادر عن حكومة الوفاق الليبية قولها في بيان أن فايز السراج "تفقد بعد منتصف الليل الاحياء السكنية التي تعرضت للقصف من قبل قوات حفتر المعتدية على العاصمة طرابلس". وقال السراج أن "القصف هو استهداف متعمد لقتل المدنيين وتدمير منازلهم، و يعد جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية، وانتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي الإنساني، لن تمر دون عقاب"، بحسب ذات البيان. وكانت حصيلة لمنظمة الصحة العالمية نشرت أمس الثلاثاء أفادت بمقتل ما لا يقل عن 174 شخصا وجرح 758 بينهم مدنيون، منذ ان بدأت قوات خليفة حفتر هجومها في 4 أبريل الجاري على طرابلس. الاممالمتحدة من جهتها تحدثت اليوم عن النازحين الفارين من العاصمة ، وقالت أن الاشتباكات الأخيرة في ضواحي طرابلس أدت إلى نزوح نحو 20 ألف شخص . وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، قد قامت بإجلاء 150 لاجئا من مركز أبو سليم جنوب العاصمة طرابلس، بينهم نساء وأطفال إلى مركز أخر تابع لها وسط المدينة. وأشارت إلى أنها لم تتمكن من نقل باقي المحتجزين بسبب احتدام المعارك. وحذرت الأممالمتحدة من وجود نحو 3 ألاف مهاجر عالق بمراكز الاعتقال في مناطق النزاع أو بالقرب منها "يتهددهم الموت"، إما بسبب المعارك أو بسبب نقص الطعام والمياه. وكانت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا قد حذرت من أن قصف المدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمناطق الهلة بالمدنيين محرم تماما في القانون الدولي الإنساني. وقالت البعثة على موقعها الرسمي إنها تقوم بمتابعة وتوثيق كل الأعمال الحربية المخالفة لذلك القانون تمهيدا لإطلاع مجلس الأمن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية عليها. يذكر أن معارك عنيفة تدور منذ 4 أبريل على مشارف الأحياء الجنوبيةلطرابلس بين قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل المجتمع الدولي، وقوات حفتر.