قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية، اليوم الجمعة، إن إدارة سجن عين برجة تحتجز صحافيا في نظام عزلة تعسفي، منذ أكثر من سنة. وأوضحت المنظمة، على موقعها الإلكتروني، أنه منذ احتجاز توفيق بوعشرين في سجن عين البرجة في الدارالبيضاء، في فبراير 2018، لم تسمح له السلطات بلقاء السجناء الآخرين، وتبادل الحديث مع موظفي السجن. واعتبرت “هيومن رايتس” أن هذا الإجراء قاس، ولا إنساني، بموجب قواعد الأممالمتحدة، وقالت “سارة ليا ويتسن”، مُديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “هيومن رايتس ووتش”: “مهما كانت الجريمة المزعومة، لكل مُحتجز الحق في معاملة إنسانية، ونظام العزلة القاسي المفروض على توفيق بوعشرين غير مبرر، ويجب رفعه”. وتحدثت المنظمة نفسها عن السماح لبوعشرين بزيارة عائلية أسبوعية مدتها 45 دقيقة، وبزيارة محاميه، وبمكالمتين هاتفيتين لخمس دقائق أسبوعيا. وفي المقابل لا يسمح لبوعشرين بلقاء السجناء الآخرين، كما أعطيت تعليمات للحراس بعدم التحدث إليه، ويسمح له بولوج ساحة، لا يوجد فيها أي شخص آخر، كما يُسمح له بساعتين من الفسحة، يوميا، في ساحة من السجن، لكن دائما لوحده. وأوضحت المنظمة أن بوعشرين طلب زنزانة فردية، ومُنحت له بدلا من زنزانة مُشتركة، غير أنه، بحسب ما قالت زوجته، أسماء المساوي ل”هيومن رايتس ووتش”، يُصر على أنه لم يطلب، ولم يوافق إطلاقا على نظام لا يسمح له بلقاء المعتقلين الآخرين، ويحظر على الحراس التحدث معه. وقالت “هيومن رايتس ووتش”، أيضا، إن اختيار بوعشرين البقاء في زنزانة فردية، على الرغم من منحه خيارا آخر، لا يُفسر، ولا يُبرر سياسة منعه من لقاء السجناء الآخرين، ومنع الحراس من التحدث إليه. واستحضرت المنظمة الدولية قواعد الأممالمتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، التي تعرف الحبس الانفرادي بأنه قضاء 22 ساعة، أو أكثر يوميا من دون أي “اتصال إنساني حقيقي”، وأن الحبس الانفرادي لفترات طويلة – أكثر من 15 يوما متتاليا – يُعتبر معاملة قاسية، أو لاإنسانية، أو مهينة.