لأول مرة منذ أن خلفه في موقع رئاسة الحكومة، دعا ابن كيران سعد الدين العثماني إلى أن يغادر رئاسة الحكومة ورأسه مرفوع، مشددا على أن “للتنازل حدود”، في العلاقة بموضوع لغة التدريس، حيث تم التوافق بين الفرق البرلمانية، على المواد الخلافية بمشروع القانون الإطار للتربية والتكوين، بما يسمح بالتدريس باللغة الفرنسية. وخاطب ابن كيران العثماني قائلا، “إن كنت تسمعني، أقول لك، إن كان الاستقلاليون أخذوا شرف تعريب التدريس قبل ثلاثون سنة، فلا تأخذ عار إعادة فرنستها”. وأضاف: “ماذا سيقع لو تركت رئاسة الحكومة، هل أنت أول رئيس حكومة سيغادر، ما اعترضت عليه أنا حين رفضت دخول الأحزاب الأربعة مشتركة، وبسببه وقع البلوكاج، أهون مما يقع الآن”. واستمر ابن كيران في مخاطبة العثماني قائلا: “لو غادرت الآن ستخرج ورأسك مرفوعا، ولكن إن اخترت الاستمرار فلن تستطيع أبدا رفع رأسك أمام المغاربة”. ووجه ابن كيران الكلام لبرلمانيي حزبه، وقال: “لا تقبلوا القانون الإطار ولا تصوتوا عليه، لا أؤمن بالحياد في هذا الموضوع، يجب أن تصوتوا ضده، واتركوا البام يصوتون مع أخنوش، إنهم شريحة تجار السياسة، يأخذون ويلتزمون وربما يعطون ليصبحوا سياسيين، بينما أنتم جأتم من المجتمع وبهدف الدفاع عنه”. وأضاف: “أرجوكم تحملوا مسؤوليتكم، وإن كان ضروريا من سقوط الحكومة فلتذهب، وليذهب البرلمان أيضا”. وختم ابن كيران كلامه قائلا: “أتمنى أن تقفوا الموقف الذي يجب أن تتخذوه، ولو أدى إلى سقوط الحكومة والبرلمان، نحن حزب دائما نتنازل لما نتصور فيه مصلحة الوطن، وإن كانت السياسية فن التنازل، فالتنازل له حدود وقد وصلنا إليها”.