أعلنت الأردن، أمس الثلاثاء، أن الزيارة، التي يبدأها العاهل الملك عبد الله، اليوم الأربعاء، إلى المغرب، ستتمحور أساسا حول قضية القدس، وكذا دعم الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة. وتأتي هذه الزيارة في ظل ضغوط تمارس على الأردن للقبول بما يسمى صفقة القرن، التي تدعمها دول عربية، ضمنها السعودية، ومصر، والإمارات، وفق ما أكدته تقارير أمريكية. الزيارة، التي أعلنت، أمس الثلاثاء، بشكل مفاجئ، تأتي استباقا للقمة العربية في تونس، نهاية الشهر، وأياما بعد حديث العاهل الأردني، وبشكل علني، عن تعرضه لضغوط خارجية (لم يسم أصحابها)، تتعلق بموقف الأردن من القدسالمحتلة، وصفقة القرن، في لقاء مواطنين في مدينة الزرقاء. وبخصوص هذا الموضوع، أكد تاج الدين الحسيني، أستاذ القانون الدولي في جامعة محمد الخامس في الرباط، أن مملكة الأردن، باعتبارها وصية على المقدسات في المدينةالمحتلة، أصبحت في وضع حرج، لاسيما بعد بروز ما يسمى ب”صفقة القرن”، وكذا الخطوات الأمريكية، المنحازة بشكل قاطع إلى إسرائيل، خصوصا بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكذا بسيادة الكيان على الجولان المحتل. وأكد الحسيني، في تصريح “لليوم 24″، على وعي الأردن بأهمية دور المغرب في قضية القدس، حيث عهد إليه برئاسة اللجنة الخاصة بها، والتي أسستها منظمة المؤتمر الإسلامي. واعتبر الحسيني أن الملك عبد الله، في لقائه مع الملك محمد السادس، قد يحاول وضع استراتيجية مشتركة على مستوى منظمة المؤتمر الإسلامي للتصدي لهذا النموذج من العدوان، الذي يهم الأراضي المقدسة، خصوصا القدس الشرقية. وشدد المتحدث نفسه على أن هذه الخطوات تأتي في ظل صمت عالمي على التطورات في ملف القدس والجولان، وبالتالي هناك ضرورة للبحث عن مخرج لهذه الوضعية حتى تشكل المنظومة الإسلامية، فلعل كتلة، قوية للوقوف في وجه عملية التهويد، واغتصاب الأراضي الفلسطينية، وإضفاء الشرعية غير المقبولة عليها”، حسب وصفه. الحسيني أشار، أيضا، إلى بعض الصعوبات، التي قد تواجه تحركا، وتنسيقا على مستوى منظمة المؤتمر الإسلامي، لاسيما ما تعرفه هذه المنظمة من إشكالات، تتعلق أساسا بالتناقض القائم بين السعودية، ودول الخليج من جهة، وإيران من جهة أخرى.